نعي أنها الحرب علينا المستمرة علناً منذ عشر سنوات وقبلها لعقود من الزمن بأساليب مختلفة.. إن المواجهة المباشرة مع أدوات العدوان أوشكت على الانتهاء والنصر فيها حليف الشعب السوري جيشاً وقيادة وموقفاً وثباتاً..
هذا كله يجب ألا يغيب لحظة واحدة عن البال مع الإشارة الدائمة إلى ما تتركه الحروب العدوانية من آثار ليست عابرة ولاسهلة وعدونا الغاشم الظالم لم يترك لوناً من ألوان العدوان إلا ومارسه وعمل عليه..
اليوم نشهد مرحلة صعبة وقاسية وظالمة ومتوحشة من عدوانه ولا نأتي بجديد إذا ما قلنا أنها تترك آثاراً مؤلمة نراها الآن ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. من خاض ما خاض من مواجهات أليس قادراً على اجتراح الحلول..؟.
بالتأكيد هو قادر على ذلك من هنا كانت عيون السوريين مشدودة إلى بيان الحكومة ليروا ما الذي يجب أن يكون على أرض الواقع فعلاً قبل أن يكون وعوداً وخططاً على الورق..
صحيح أن مثل هذه البيانات يجب أن تكون لتضع الجميع بصورة ما يتم التخطيط لإنجازه..
ولكن الأكثر صحة أن تكون ثمة برامج زمنية محددة واضحة تحدد المشكلات الآنية والطارئة، تشخص أسبابها بدقة وتبدأ بالعلاج الفوري لها ..لأنها ركام فعلي يقف بوجه تحقيق الأهداف الكبرى التي يناضل من أجلها السوريون.
ليس معجزة ولا ضرباً من المستحيل أن يتم تحديد مهلة لإنهاء مظاهر الأرتال التي على ما يبدو نصفها مفتعل وما من أحد منا خارج المسؤولية في حدوثها من المسؤول إلى المواطن ..
ليس مستحيلاً أيضاً العمل الجدي والفوري من خلال التشاركية في الآراء والنقاش مع المواطنين للوصول إلى تحمل الجميع مسؤولياتهم واتخاذ القرارات المناسبة..
تبدو مثل هذه التشاركية أيضاً غير موجودة إلا من خلال التنظير لها… فلو كانت موجودة لاختلفت الكثير من ردود الفعل التي أقل ما يقال فيها أننا لسنا بخير.
وأما بناء الوعي المجتمعي وإعادة بناء الإنسان فقد بدا الأمر خارج الاهتمام مع أنه حجر الأساس في كل ما نقوم به ومن مبدأ أن أي حكومة ليست بقادرة مهما امتلكت من إمكانات أن تقوم بكل شيء، ما لم يرافقها وعي اجتماعي وتعاضد معها للخروج من عنق هذا الحصار الظالم.
بلاغات القول والوعود جميلة ولكنها ستكون أكثر جمالاً وقدرة على حفر مجراها حين تكون ناتجة عن الأفعال عن الإنجاز الحقيقي تأخذ بيد الجميع إلى ساحات العمل..
تضرب بيد من حديد على يد كل متجاوز أو مستغل على كل متاجر بلقمة العيش وهموم الناس..
قضايا كثيرة ربما يظن البعض أنها ليست مهمة، لكنها في واقع الأمر غاية في الأهمية وأولها العمل على عدم استنزاف الطاقة التي اختزنها السوريون كصناع نصر..
اما وقد ألقت الحكومة بيانها ووضعته أمام أعضاء مجلس الشعب.. كم هو جميل ان يعود المجلس بعد نصف عام أو عام ليناقش ما تحقق منه ولتعلم الحكومة بصوت عال… هذا ما حققناه وهذا ما لم نستطع للأسباب التالية..
لا نطلب المعجزات نعي صعوبة المرحلة وما تحمله ولكننا نثق بقدرات وطننا وطاقاته التي يجب ألا تشتت انتظاراً وعبثاً وبحثاً حتى عن رغيف الخبز… نريد أن نرى الحكومة بيننا تعيش نبضنا تتلمس همومنا وهذا أبلغ البيانات… إننا منتظرون بلاغة الفعل.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن