حديث الوجع المعيشي اليومي يطفو على سطح اللحظات والساعات بكل تفاصيلها، لدرجة بات فيها المرء غير قادر،أو ليس لديه استعداد لسماع أي شيء يخص غلاء الأسعار أو عدم تواجد بعض المواد الأساسية الضرورية.
فقد أعيت قلة الحيلة الكثير من الناس لممارسة طقوسهم اليومية المعتادة من تأمين حاجات متوافرة في معظمها، إلى ندرة في معظهما من دواء وغذاء وكساء وتدفئة.
إنه الواقع المر الذي أفرزته حرب عدوانية قذرة بكل المقاييس وعلى جميع المستويات ماجعل للفوضى أن تسبح وتأخذ أبعادها سلباً عند عديمي الضمير والإحساس الذين ساندوا الحصار الظالم بزيادة الجشع والطمع والاستغلال، وسوء الأمانة والإدارة واقتناص الفرص أينما توفرت الثغرات عن قصد أوغير قصد، ما يجعل الضغط على المواطن والمجتمع والحكومة على السواء أمراً واقعاً يزداد سوءاً كلما قلت المواد الأساسية والموارد الطبيعية وصعب تأمينها وتوفيرها لأسباب نعرفها جميعاً.
في منطق الصبر والمعرفة بما يجري ويخطط لبلدنا الذي لم يحن قامته يوماً لأي مشروع من المشاريع التي يعمل عليها الأعداء قديمهم وحديثهم.
فإننا كشعب سوري لسنا ممن لايقدرون النعم يوم حققنا الاكتفاء الذاتي بخطط واستراتيجيات عمل منتظمة، ولسنا متشائمين بمستقبل غامض رغم معطيات الواقع المؤلمة والموجعة، ولن نكون جاحدين أو ناكرين لمعروف بلادنا ووطننا الذي قدم على مدار سنين أجيالنا مالم تقدمه دول عديدة في أوقات السلم والحرب، ومازال يقدم لغاية اللحظة رغم سنوات الحرب العجاف التي طحنت الأخضر واليابس مايعجز عن تقديمه الآخرون من حكومات ومنظمات ودول.
لن نترحم أو نتأسف على أيام مضت من عمرنا الذهبي الجميل، بل سنعد العدة باستمرار ونشد الهمة مع كل الشرفاء والغيورين من شرائح المجتمع ومؤسساته كافة، فكراً وعملاً وقدرة على البناء والتطوير وإعادة الوجه الحقيقي لسورية التي تستحق، فما بعد الضيق إلا الفرج..حين نعلي درجات السلم بمنطق التخطيط السليم ومتانة الأدوات المستخدمة.
عين المجتمع -غصون سليمان