ينجح الآباء في بعض المرات بالتحايل على طلبات أبنائهم، في الطعام واللباس والنزهات، فتلجأ الأم مثلاً إلى كمية قليلة من اللحم لطبخة تحتاج مقداراً أكبر، ويلجأ الأب لشراء حاجة قد تكون حذاء أو حقيبة مدرسية، أو غيرها من نوعية غير جيدة، وقد يتذرع الأب والأم بالتعب وضيق الوقت للتهرب من طلب الأبناء نزهة عائلية، ربما يصدق الأبناء لفترة، أو قد يتقبلون تلك الحيل على مضض، لأنهم يدركون أن ليس بيد أهاليهم حيلة، فتتحول احتياجاتهم تلك إلى رغبات إن لم نقل أحلاماً مؤجلة.
تبدو حيل الأهل مقبولة لضيق ذات اليد ولقلة حيلتهم في الحصول على المال، لكن حيل الحكومة في التهرب من احتياجات الناس ليست مقبولة، مهما قلت الموارد وزاد الحصار، هنا يختلف الأمر توجد مقدرات بلد وموارد متنوعة، ولدينا مؤسسات ووزارات بأكملها، وظيقتها التخطيط ووضع السياسات والبرامج التنفيذية القابلة للقياس والمتابعة لتنفيذ تلك الخطط والبرامج بما يبقي حياة الناس تسير وفق أفضل المتاح من تلك الموارد، لأن من يدير تلك الموارد خبرات ترسم وتوزع لبقاء المجتمع متماسكاً، قابلاً للنهوض والتقدم لمواجهة الظروف الخاصة والصعبة التي يمر بها كحال مجتمعنا اليوم.
كي لا نبقى في دائرة توجيه اللوم على الحكومة، نتساءل لماذا لا يتم اختيار الكفاءات التي يمكنها تحقيق الإدارة الصالحة، التي لا تسمح بتأجيل احتياجات الناس ولا التحايل على تأمينها.
إن تحايل الأهل على الأبناء في احتياجاتهم، مهما كانت عواقبه سيئة، لا يعادل تأجيل احتياجات الناس كافة، هنا تصبح تحديات الحكومة أخطر وأصعب.
عين المجتمع- لينا ديوب