واقع ومواقع

ربما يمكننا القول ببساطة: إننا نجتاز أكثر مراحل التاريخ غموضاً والتباساً يصل إلى مرحلة الإبهام الحقيقي ولن تكون كل القرائن التي تظهر للعيان بقادرة على كشف وجلاء الحقيقة يوماً ما ..

ليس هذا تقصيراً وقصوراً من العين التي ترى وتراقب بل من نتائج ثورة المعلومات المتفجرة كل لحظة وثانية والتي جعلت العالم معرفياً كما حال الهواء لا يستقر على حال ..عالم متحرك متوثب فيه كل ما يمكن أن يخطر ببالك ..

من الحقيقة إلى التضليل إلى الغموض المقصود وغير المقصود ..

واقع نعيشه ولاسيما مع وسائل التواصل الاجتماعي من الصفحات الشخصية إلى المواقع …لقد ضاعت المعلومة الصحيحة وسط غابات الأزرق المغري ..

يكفي أن تبحث عن أي معلومة على الشابكة لتجد سيلاً من ركام بعضه بعيد كل البعد حتى عن عتبات ما تبحث عنه ..وبعضها الآخر يمد لك يد العون ليشدك إلى مكان آخر ويدس ما يريد دسه ..

من وراء شاشة محمولك تكتب وتنشر وتضيف، قد تتحدث في الطب والتشريح، وتنسب قولاً لهذا العالم أو ذاك وأنت لا تعرف أبجديات الجسد ..

هذا واقع نعيشه نعرفه هذا في العالم، فكيف في المجتمع والسياسة والثقافة والأحداث التي تقع ونحن في صلب موجة الشائعات التي تستهدفنا وتريد النيل منا ..

لا يمكنك الهروب منها أبداً سوف تطالعك شئت أم أبيت تقفز أمامك ليس لأنك تريدها…لا…بل لأنهم صمموا مواقع البحث لأن تضخ كل ما يريدون هم كلما فتحتها ..

جرب البحث عن معلومة على محرك البحث غوغل …ماذا سترى وكيف …

إذً الأمر تيه منظم ومعد بإتقان ولا يمكن لنا أن نقول إننا سنترك هذا المنجز التقني والمعرفي .

أبداً لن يكون وبالوقت نفسه كيف لنا ألا نغرق بالمزيد من أحابيله ونفاقه، فالأمر ليس شخصياً ولا هو حدث عابر ..أبعد من ذلك أنه مصير مجتمع وعالم تقوده تقنيات معدة بخبث ..وتعمل بديلاً لكل حروب الاستلاب والغزو الثقافي ..تمسخ الإنسان وتدجنه كما يريد من يهيىء ويعد ..

لكن ذلك ليس قدراً والانسان ليس نعجة تقاد إلى المذبح راضية راضخة، ثمة آليات دفاع حقيقية تبنيها معمارية الوعي بكل تجلياته ..

وهذا دور الجهات التي تتصدى لهذه الرسالة بدءاً من الأسرة إلى المدرسة والجامعات وما في القائمة.

فصام حقيقي أصاب الكثيرين، فهم في الواقع غير ما يبدون عليه في المواقع …وربما ما قالته تلك السيدة التي أرسلت طلب صداقة لزوجها باسم مستعار ..يمثل الحقيقة…إذ قالت عندما أحدثه كصديقة لا يعرفني، من وراء الشاشة كم اتمنى لو كان زوجي ..

أعجب بكل ما لديه بكل ما يطرحه ويناقشه وحين يترك الشاشة ويعود إلي متنمراً متمرداً …أتساءل: أحقا هذا هو؟

هل نختصر القول: كلام المواقع غير الواقع …كنا سابقاً نتجمل قليلاً ببعض الأكاذيب…لكننا اليوم ويا للأسف بات الكثيرون منا صناعة أكذوبة من أزرق ليلي يفضحه بياض النهار…فهل من مخرج من تيه الأزرق ..

نعم ..بناء وعي معرفي واقعي حقيقي ..نحن من طينة البشر وحقنا أن نجرب ونصحح ما نجربه، لكن ليس إلى الاستمراء في ترسيخ الفصام واقعاً لا مفر منه.

معاً على الطريق …ديب علي حسن ..

 

آخر الأخبار
إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس... وسط تحديات كبيرة.. فرق الإطفاء تسيطر على معظم الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة   إجماع عربي وإسلامي على إدانة تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"  الصناعات السورية بوضع لا تحسد عليه ..   محمد الصيرفي لـ"الثورة": أمام انفتاح الاستيراد على مصراعيه.... " قمة ألاسكا" .. صخب وأضواء  بلا أي اتفاقات !   رصين عصمت لـ"الثورة": الدراسات الهندسية لضمان تنفيذ المشاريع بأفضل المواصفات  رئيس لجنة التحقيق الأممية: تقريرنا يكمل عمل الحكومة السورية ويعزز مسار الإصلاح  "التقدمي الاشتراكي" يطرح رؤيته للحل في السويداء  "قسد"  ترسل تعزيزات عسكرية استعداداً لحملة مداهمات في قرى دير الزور بمشاركة مشرّفة من المجتمع المحلي.. إخماد حريق قرية بملكة في طرطوس حمص تفتح أبوابها للسياحة… جولة بين حجارة القلعة وحدائق الغاردينيا أكثر من 70 فريق إطفاء ومروحيات  في مواجهة الحرائق النقل الداخلي.. من "فرنٍ متنقل" إلى واحة نسمات باردة تعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ في بصرى الشام غرفتا عمليات لمتابعة إخماد الحرائق.. وزير الطوارئ: الأولوية الحفاظ على الأرواح والممتلكات وزير الطوارئ رائد الصالح: جهود كبيرة للفرق العاملة على إطفاء الحرائق