يعزو أغلب الخبراء الاقتصاديين والمهتمين بواقع الثروة الحيوانية والأسعار سبب الارتفاع الكبير الذي نشهده حالياً لمنتجات الحيوانات لارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة، وغياب البدائل المحلية، خاصة بعد الارتفاع الأخير لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وكل ذلك يترافق مع تراجع دور المؤسسة العامة للأعلاف، وهي الجهة المعنية بتأمين الأعلاف للمربين بأسعار مخفضة، حتى شكل هذا الطرح قناعة لدى الكثيرين الذين استسلموا لهذا الواقع الصعب والمعقد، ليصبح الغلاء في الأسعار واقعاً لا مهرب منه..
حتى إن المعنيين في وزارة الزراعة فيما يخص قطاع الثروة الحيوانية أكدوا في عدة تصريحات صحفية ولقاءات تلفزيونية صحة هذا الطرح، لتعلن المؤسسة العامة للأعلاف المفاجأة بعدم دقة هذا الطرح المبالغ فيه إلى حد كبير، كما أن تفاصيله مجانبة للحقيقة..
مدير عام المؤسسة العامة للأعلاف وخلال لقاء تلفزيوني بُثَّ مؤخراً أكد أن أسعار الأعلاف المستوردة في الأسواق ارتفعت، ولكن ليس إلى المستوى الذي وصلت إليه أسعار اللحوم في الأسواق، مشيراً إلى وجود جهات تحتكر المواد الأولية للأعلاف بغية تحقيق المزيد من المرابح، ناهيك عن وجود الكثير من المنشآت المرخصة لتربية الحيوانات إلا أنها تعمل افتراضياً، حيث تستلم الحصص المخصصة لها من العلف المدعوم من المؤسسة لتقوم ببيعه بأسعار السوق، وتحقق الأرباح على حساب الدولة والمواطن في آن معاً..
مدير عام المؤسسة أكد أن ما قيل عن تراجع دور المؤسسة عار عن الصحة، بدليل الأرقام التي حققتها فروع المؤسسة، والتي تثبت تسليم كميات أعلى بكثير من السنوات الماضية حتى بالنسبة لفترة ما قبل بدء الحرب على سورية، مشيراً في الوقت ذاته أنها استطاعت سداد حوالي ثلاثين مليار ليرة من إجمالي الدين على المؤسسة خلال عام واحد والبالغ ٧٠ مليار ليرة سورية..
وعند سؤاله عن دقة الأرقام وصحتها أبدى استعداده للتدقيق فيها من قبل أي جهة كانت رقابية أم غير رقابية، ليختم حديثه أن ما يحدث اليوم من ارتفاع في الأسعار غير منطقي ولا مبرر، وهو يصب في مصلحة المحتكرين وتجار الأزمات…
هذا الطرح يدعو للتساؤل حول موقف الجهات المعنية، التي انساقت لمن كذب الكذبة ومن ثم قام بتصديقها، في الوقت الذي اضطرت فيه الكثير من العائلات من تغيير لسلوكها الاستهلاكي، حيث لم تعد اللحوم تقدم على موائدها إلا ما ندر، وعليه فأنا أدعو الجهات المعنية للاطلاع على كلام مدير الأعلاف ومحاسبة المتورطين في هذه الفضيحة..
على الملأ- باسل معلا