الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
واجه المسرح العربي في نشأته مصاعب جمة، كان يفتقر للتقنية والفنية ، ومنعت الرقابة بعض النصوص المسرحية.
وتحول المسرح إلى تقديم مسرحيات كلاسيكية مترجمة ، لكنه ظل محافظا على جدية نتاجه بعيدا عن الاستغلال التجاري ، واعتمد على ممثلين أكفاء ممن امتلكوا الموهبة ، ودرسوا فن التمثيل ، ويؤكد المسرح العربي أن نهضته لا تقوم إلا على الكاتب المبدع والمخرج الموهوب والممثل البارع أثناء أداء دوره.
كتاب جديد صدر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان “تأريخ التراث في المسرح العربي المعاصر ” الكتاب يتناول مجموعة من العناوين التي تضيىء على أهمية المسرح في إعادة الأحداث التراثية ، وإشكالية المسرح بين الأصالة والمحاكاة ، ثم إضاءات على واقع المسرح العربي ” عودة هولاكو “مسرحية تعكس الواقع العربي.
وعن نشأة المسرح في سورية نوه الكاتب الأرناؤوط أن شأنه شأن المسرح العربي كله ،وبجهود فردية مهد له رواد مسرح عصر النهضة الأوائل من السوريين وتعثرت نشأته بسبب سقوطه في عروض تجارية استهدفت الربح ، وإرضاء ذائقة العامة التي لم تصقل. بدأت نشأته بالستينات من القرن العشرين بنماذج مسرحية عالمية ، ونهض فن الكوميديا بجهود الفنان ” عبد اللطيف فتحي ” وفرقة ناديا العريس ” لقد أسس الدكتور رفيق الصبان نواة مسرحية سماها ” ندوة الفكر والفن ” لم يتجاوز جهدها تقليد المسرح العالمي لكنها ارست الحجر الأساس الأول في بناء التقاليد المسرحية بسورية.
وفي مستوى المحافظات بدأت بعض الفرق الجادة منها فرقة مسرح الشعب وأسس المسرح العسكري وقدمت أبرز عروضه على الكوميديا الترفيهية ، وعروض قومية موجهة توجيها مباشرا ، فلم يحالفه النجاح الذي يدل عليه قلة الإقبال الجماهيري ، ولم يقدم أعمالا جادة ، وأسست وزارة الثقافة “المسرح الجوال” قدم مسرحيات تناولت مشكلات الريف.
ويرى الأرناؤوط ان المسرح في سورية لايزال يبحث عن الهوبة وعن النص والشكل والتطبيق الأكاديمي الاحترافي في التمثيل والإخراج والنقد والمؤثرات المسرحية.
لذلك فإن المسرح لا يحقق نهضة إلا مع ظهور كتاب مسرحيين أكفاء ، وتاريخ المسرح يثبت ذلك ويؤكد أن نهضنه لا تقوم إلا على الكاتب المبدع والمخرج الموهوب.