تكرس المرحلة بكل تحدياتها مبدأ الاعتماد على الذات في الكفاءات والخبرات والمواد الأولية، وفي ظل الأزمة الخانقة على البنزين يطفو على السطح موضوع استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات والذي كان قد جرى الحديث عنه في سنوات ما قبل الأزمة والذي نام في الأدراج حينها في ظل وفرة نفطية.
سورية بلد منتج للغاز الطبيعي بكميات جيدة رغم كل ما دمره الإرهاب وهذا يُتيح المجال لتحويل السيارات للعمل على الغاز بدل البنزين سيما وأن الجدوى الاقتصادية عالية، لأن الوفر المُحقق من استخدام الغاز بدل البنزين يزيد على 40 % عدا عن الأثر البيئي المنخفض وتخصيص مبالغ كبيرة بالقطع الأجنبي لاستيراد البنزين إضافة إلى الانعكاس الفني على محركات السيارات وأمور أخرى.
ما يحتاجه أسطول السيارات من الغاز الطبيعي لا يزيد على مليون متر مكعب يومياً وهو رقم بسيط في معادلة إنتاج الغاز المحلية ولكن لا بد من البدء بهذا المشروع، وعملية تحويل السيارات للعمل على الغاز ليست بالعملية المعقدة ومتاحة بسهولة وهناك أكثر من 25 مليون سيارة في العالم تعمل على الغاز وهناك من ذهب أبعد من ذلك وقام بتشغيل السيارات التي تعمل على المازوت باستخدام زيت دوار الشمس كما في البرازيل ودول أميركية أخرى.
الأمر يحتاج إلى قرار وهو أهم من تخصيص الغاز لتوليد الكهرباء ولن يؤثر الرقم على التوليد وهناك مبالغة حيث كانت تتذرع وزارة الكهرباء سابقاً وتبالغ بموضوع الغاز، فعندما يخرج مليون متر مكعب من الخدمة تتعالى الأصوات في الكهرباء ولكن عندما تعود يتم التقليل من انعكاسها.
الغاز له استخدامات واسعة وبقيم مضافة عالية في قطاعات النقل والصناعة والتدفئة وأقل قيمة له هو الحرق المباشر لتوليد الكهرباء، وما سبق طرحه لا يقلل من أهمية قطاع الكهرباء وجهود العاملين فيه ولكن الموضوع مرتبط بسياسات واستراتيجيات أثبتت فشلها، ولا بد أن يتجه قطاع الكهرباء إلى البدائل كالطاقات المتجددة واستخدام السجيل الزيتي بدل الغاز والفيول، وما يخصص لبناء محطات توليد لا يعلم أحد بإمكانية تأمين الغاز لها يجب أن يوجه لمشاريع أخرى وعلى رأسها السجيل الزيتي والطاقات المتجددة والتي من خلال الاعتماد عليها يُمكن أن نوفر مبالغ كبيرة من وفر الوقود لنستخدمها في تطوير قطاع الكهرباء وقطاعات أخرى.
أي إنجاز اليوم يحتاج إلى تغيير السياسات، وما لم نغير السياسات والعقلية سنبقى نراوح في المكان…
نشير أخيراً إلى أن الفرق كبير بين الغاز المنزلي والغاز الطبيعي الذي يستخدم كبديل للبنزين.
على الملأ- بقلم مدير التحرير-معد عيسى