عندما تمر الأسرة بضيق، تلجأ الأمهات إلى محتويات البيت من لباس قديم أو مؤن، يتعاون جميع الأبناء مع أبويهم لتجاوز المرحلة الصعبة أو تجنب المزيد من الصعوبات، هكذا حال الأسرة بمفردها ومواردها القليلة فكيف مع مجتمع بأكمله وحكومة قائمة وموارد متنوعة.
مع كل موجة غلاء جديدة يحاول الناس التحايل على الأسعار، سواء بزراعة المساحات المتاحة بمحيط البيوت، أو شراء المواد الأرخص سعراً، وفي مرات كثيرة الاستطباب بأنفسهم، يمتنعون عن التنقل، يلغون الكثير من الواجبات الاجتماعية، وكل ذلك محاولات منهم للتكيف مع مرحلة يأملون أنها ستمضي، رغم صعوبتها يكون وقعها عليهم أقل إذا كان الجميع يمر بنفس الوقت الصعب والضيق، وتكون الحكومة تعمل مابوسعها لتخطي هذا الوقت مع الناس.
لكن عندما يحدث التفاوت الكبير بين أسرة وأسرة، وعندما تتراخى الحكومة في وضع البرامج القابلة التطبيق والمتابعة، وتتواني عن إشراك الجميع، يتغير تحمل الأسر والمجتمع، ويزداد الإحباط والخيبة والإحساس بالفقر والظلم، فلا تعود الأسر قادرة على ضبط نفسها، في وقت كان يمكن أن تكون شريكة للحكومة، وها نحن نرى أن تجارب التعاون تنجح وفيها تستثمر الموارد الذاتية لصالح المجتمع والدولة، وآخر مثال تعمير مصفاة بانياس.
أمام الحكومة الجديدة، تشجيع الاعتماد على الموارد الذاتية وإشراك الجميع للوصول إلى كيفية استثمارها، بما يخفف آثار الفقر والحصار على المجتمع.
عين المجتمع – لينا ديوب