غنم العواس… هذه الثروة التائهة بين إرهاب أسود استهدف معظمها… وبين مهربين ” مرتبطين” أتوا على الباقي من هذه الثروة الحيوانية التي كانت سورية تتغنى بها ومتفردة ويدر عليها إضافة إلى الأمن الغذائي قطع أجنبي داعم للخزينة….
عشرات آلاف الرؤوس من هذه الثروة تم تهريبها عبر الأردن إلى مشيخات الخليج لتعمر موائدهم بها.. وإلى لبنان وتركيا وحتى إلى الكيان الصهيوني من قبل مهربين لا هم لهم سوى تحقيق مكاسب شخصية بغض النظر عن التداعيات..
ترميم هذه الثروة المنهوبة والمهربة يجب أن تتصدر أولويات وزارة الزراعة، بدعم مفتوح يقدم إلى المربين عسى أن تعود إلى القها السابق.. وهذا يحتاج بالضرورة إلى ضبط الحدود ومنع التهريب….
غنم العواس ليست الثروة الوحيدة التي تم القضاء عليها.. بل هناك غيرها لا تقل أهمية عنها تم استهدافها من قبل ضعاف النفوس من المهربين مثل البقر البلدي ” العكش” وكذلك الماعز الشامي…
ما يميز سورية عبر تاريخها هو اقتصادها الزراعي و الحيواني والصناعات المرتبطة بهما والذي حقق لها الوفرة من الأمن الغذائي عبر الأزمات والحصار….
صحيح أن إعادة ترميم هذه الثروات يحتاج لسنوات إلا أن وجود النية الصادقة والعمل الوجداني والمؤسساتي والخطط المبنية على العلم كفيل بإعادة هذه الثروات الضائعة…
الكل يدرك أن المرحلة صعبة وتتطلب رجال دولة قادرين على إدارة الأزمة، بعيداً عن الارتجال وعدم الوقوع في الحفرة مرات متتالية… وبالتالي وضع رؤية واقعية ومستقبلية كفيلة بتقليل آثار الحرب والحصار وهذا لن يتم إلا بترابط النوايا والخطط الواقعية التي تتماشى مع الظروف الحالية وتساهم في إعادة الهيكلة لكثير من مواردنا وخططنا والهدف الأساسي من كل ذلك طمأنة المواطن الذي بات يئن من ضربات موجعة أوصلته إلى مرحلة اليأس….
على الملأ- شعبان أحمد