أميركا والوباء الحقيقي..!

إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفيروس كورونا، وخضوعه للعلاج والتكتم على حقيقة وضعه الصحي، قبل نحو شهر من خوضه الانتخابات الرئاسية، يقلب المشهد الانتخابي الأميركي رأساً على عقب ويحول “صحة” الرئيس مادة دسمة في الإعلام الأميركي والعالمي، ولا سيما بعد تناقص حظوظه في استطلاعات الرأي إثر مناظرة غير موفقة ضد خصمه الديمقراطي جو بايدن، ولكن مواظبة ترامب على الحضور المستمر على التويتر يعطي انطباعاً بأن المرض نفسه أصبح ورقة أو مساحة للاستثمار ومحاولة لترميم الشعبية المفقودة من زاوية التعاطف.

المتابع لما يجري في أميركا في الأشهر الماضية يتوصل إلى معطى شبه حاسم، بأن التجديد لولاية رئاسية ثانية هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لترامب، وما يدعم هذا الافتراض هو تهديده بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات في حال فوز منافسه، وعدم مغادرة البيت الأبيض ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية في البلاد، في انقلاب على الدستور والأعراف الأميركية، متهماً خصومه الديمقراطيين مسبقاً بالسعي لتزوير الانتخابات، وهو بذلك يقر بعجز المؤسسات الأميركية عن إدارة انتخابات نزيهة ويشكك علناً بـ”الديمقراطية” التي يتغنى بها الأميركيون، ولما لا فقد كان فوز ترامب قبل أربع سنوات موضع تشكيك وما يزال.

إصرار ترامب على الفوز بالرئاسة مجدداً وبأي طريقة ومهما كان الثمن، حتى ولو استثمر في مستقبل أميركا وأرواح مواطنيها، يطرح تساؤلات كبيرة حول حجم ونوع الكوارث الجديدة التي ينوي جرّ العالم إليها في حال فوزه، ولا سيما أنه جعل منطقة الشرق الأوسط أشبه ببرميل بارود ينتظر شرارة، فيما العالم يعيش أجواء حربه الباردة مع الصين بسبب سياسته العدائية، إلى جانب حروبه العسكرية والاقتصادية والتجارية والمالية والتكنولوجية التي تدفع أثمانها شعوب ودول العالم كافة.

أميركا اليوم تعيش في ظل وبائين أخطر من بعضهما، كورونا وترامب، وإذا كتبت النجاة للأميركيين من الوباء الأول، فلا أحد يعلم ما ينتظرهم وينتظر العالم بسبب الوباء الثاني في حال التجديد له أو خروجه سالماً من معركة الكورونا..لأنه وباء لا لقاح له سوى وعي الأميركيين أنفسهم…فهل يفعلون؟!

البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود

 

آخر الأخبار
الشيباني يبحث مع نظيريه السعودي والتركي جهود دعم استقرار المنطقة د.عامر خربوطلي: المعرض فرصة تاريخية ويعبر عن حالة اقتصادية جديدة عدنان الحافي: دور بارز بالترويج للمنتجات الوطنية درعا تطلق الحملة المجتمعية التطوعية الكبرى  "أبشري حوران " "يداً بيد" تبني مجتمع جبلة بالتكافل والعمل الجماعي الأمم المتحدة: غزة بلغت أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي سوريا.. بين موازنة علاقاتها الدولية وتجنب الارتهان لأي طرف خارجي الشيباني في جدة: سوريا متمسكة بوحدتها وتدعو لتحرك إسلامي ضد الانتهاكات الإسرائيلية "الشرع" يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.. رسالة لكسر عزلة سوريا وإعادة تموضعه... ملتقى الاستثمار السعودي السوري الأول: تحديد ملامح الشراكة في 12 قطاعاً اقتصادياً مبادرة فردية في إدلب تعيد قطعاً أثرية لمتحف المحافظة لحماية التراث الوطني معرض دمشق الدولي..أداة إستراتيجية لإعادة بناء جسور الثقة مع المستثمرين المخترعون السوريون.. عقول لامعة حبيسة الأدراج التمويل الغائب يحول دون تحويل اختراعاتهم إلى إنجازات معرض دمشق الدولي... نافذة سوريا إلى العالم ورسالة أمل تتجدد استنفار خدمي وتنظيمي محافظة دمشق في قلب الحدث: جهود متواصلة لإنجاح معرض دمشق الدولي المسح السمعي لحديثي الولادة إجراء آمن وبسيط يضمن التطور الطبيعي للطفل "مالية حلب" تسعى لتفعيل الاتصال الرقمي الآمن في مديريات المال بالمحافظة الجزرية.. حلوى تنفرّد بصناعتها اللاذقية بين الغياب والحاجة وتفاقم المشكلات.. الفئات الهشة خارج دائرة الحماية الاجتماعية بين الضرورة والمخاطرة.. السيد عمر لـ"لثورة": استبدال العملة مرتبط بتوفر الظروف