السؤال الذي يسبق كل المقدمات حول ما قام ويقوم به النظام التركي في أكثر من مكان بدءاً من سورية وليبيا وأرمينيا .. هو: متى يستخلص أردوغان الدروس والعِبر قبل فوات الأوان بعد أن أصبح واضحاً أنه رأس الحربة في أي عدوان على سيادة الدول وشعوبها؟
وماذا سيقول للشعب التركي بعد أن يكتوي بالنار التي يشعلها خارج حدوده ولا بد أن ترتد لهيبها داخل الحدود التركية في يوم ما؟.
والسؤال الآخر هل ثمة من ينبه أردوغان إلى خطورة هذا الجنون التركي وأن هذا الجنون سيرتد عاجلاً أم آجلاً على صاحبه بعد أن تجاوزت تركيا حدودها بدءاً من سماحها للمرتزقة والإرهابيين من مختلف أرجاء الدنيا باستخدام أراضيها معقلاً وملجأ ونقاط عبور إلى الأراضي السورية للقيام بالتخريب والتدمير رغم معرفة الجميع بأن ذلك في القانون الدولي انتهاك خطر للسيادة الوطنية.
من ينبه أردوغان إلى الجنون الذي حوّل تركيا إلى مزرعة لتربية الإرهابيين وتصديرهم إلى سورية ومن يقول له إن هذا الجنون ينتقل كالعدوى من أرمينيا وأذربيجان، وقبلهما في سورية والعراق، وصولاً إلى ليبيا، ولا ننسى اليونان أيضاً.
هل يوجد لأردوغان أصدقاء يقولون له لماذا تسيطر على المشهد التركي طموحات الامبراطورية العثمانية التي كانت سائدة منذ مئات السنين ؟.
الأمر لا يحتاج إلى تذكير العاقلين بكل ذلك لأن الوقائع مستمرة ولا تتوقف ولم تتحول إلى مجرد ذكرى هي أفعال تجسدت في مماطلة النظام التركي في تنفيذ التزامات بلاده ضمن اتفاق سوتشي والمماطلة في وضع حد للتنظيمات الإرهابية وفي اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في هجوم مسلح في أنقرة بينما كان يزور معرضاً فنياً في العاصمة التركية واليوم في المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان.
ولعل أكثر ما نشهده يومياً من جنون هو ممارساته العدوانية في المناطق التي احتلها في الجزيرة سواء حرق المحاصيل أم حرمان المواطنين من مياه الشرب أم الاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة.
لكن رغم الجنون والارتباك فإن الأكثر أهمية هو أننا ندرك وعلى ثقة تامة أنه ليس بمقدور أردوغان أن يغير موازين القوى سواء في منطقة الجزيرة أم أي مكان على الأرض السورية التي يطهرها الجيش العربي السوري يوماً بعد يوم من الإرهابيين المرتزقة الذين دفعهم عبر الحدود ومولهم بالمال والسلاح ولن يستطيع أن يوقف مسلسل الهزائم الساحقة للإرهابيين الذين اعتمد عليهم طويلاً لفرض مشروعه العثماني الجديد على المنطقة، والذي بات مستحيلاً بعد الانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري، وبعد أن أدرك العالم كله أن إسقاط الدولة السورية صار من الأحلام والأوهام لكل من كان يتوهم ذلك.
ويبقى السؤال: هل آن الأوان أن يستفيد أردوغان وكل من يشبهه من أصحاب الرؤوس المتحجرة من الدروس والعبر ؟ وهل يوجد أصدقاء لأردوغان يقولون له ذلك؟.
الكنز – يونس خلف: