الحقيقة الساطعة التي باتت واضحة لكل متابع لسياسة الدول الاستعمارية الغربية إلا من أصابه عمى البصر والبصيرة، تؤكد أن هذه الدول بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تمعن في نفاقها عبر اتهام الجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، وذلك من أجل إيجاد الذريعة لتدخلها في شؤون سورية الداخلية وشن العدوان عليها لتحقيق أجندة عدوانية فشلت في تحقيقها عبرالإرهاب ودعمها اللامحدود لأذرعها الإرهابية المتمثلة في التنظيمات التكفيرية المأجورة، والتي قدمت لها أحدث الأسلحة ومدتها بتكنولوجيا الاتصالات الحديثة وشجعتها على ارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين السوريين.
لقد صنعت المخابرات البريطانية منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية تحت ستار إنساني ودربت عناصرها على فبركة الأخبار الكاذبة وإخراج المسرحيات الملفقة حول استخدام الأسلحة الكيميائية من أجل إلصاق التهمة بالجيش العربي السوري، وحاولت الدول الاستعمارية التي تدعم الإرهاب استغلال المنظمات الدولية ولاسيما مجلس الأمن من أجل استصدار قرارات تتيح لها الإمعان في جرائمها وعدوانها ضد سورية، تنفيذاً لمخططها التقسيمي المعد في دوائر استخباراتها حيث استخدمت كل وسائل الاستعمار القديم والحديث من أجل تنفيذه وتحقيق مصالحها على حساب استقرار ومصالح الشعب السوري، ومن هذه الوسائل القذرة أكذوبة السلاح الكيماوي.
الدول الاستعمارية التي عقدت عشرات الجلسات لمجلس الأمن والتي كان آخرها بالأمس بشأن استخدام السلاح الكيماوي، تمعن في نفاقها وازدواجية معاييرها لتضليل الرأي العام الدولي ولابد من التذكير أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا دمروا العراق الشقيق وقتلوا نحو مليون مواطن عراقي، وجرحوا وشردوا الملايين بذريعة أسلحة الدمار الشامل ليعترف وزير الخارجية الأميركية آنذاك بعد ارتكاب هذه الجرائم والمجازر بحق شعب العراق الشقيق، بأن ذريعة العدوان كذبة مايعني أنهم الآن يحاولون الكذب والنفاق لتكرار إجرامهم في سورية وهم يعلمون تماماً أن سورية تخلصت من مخزونها منذ عام 2014 وأكدت مراراً أنها لم تستخدم هذا السلاح ولا تمتلكه .
الضغوطات الاستعمارية التي تمثلت بدعم ونشر الإرهاب والعدوان المباشر وأكذوبة استخدام الأسلحة الكيميائية وفرض العقوبات أحادية الجانب الجائرة وغير الشرعية، لن تحقق لهم أجندتهم الاستعمارية ولن يرضخ الشعب السوري لإملاءاتهم وشروطهم، بل إن هذه الضغوطات تزيده قوة وصموداً وعزيمة على مواصلة حربه على الإرهاب وتطهير كل شبر من أرض سورية الحبيبة من رجس الغزاة والإرهابيين ومهما بلغت التضحيات.
حدث وتعليق – محرز العلي