ثورة أون لاين – حمص – ابتسام الحسن:
أقيمت اليوم في جامعة البعث بكلية الهندسة الزراعية ورشة عمل تخصصية حوارية بعنوان “التشبيك بين كليات الزراعة في الجامعات السورية والمؤسسات المعنية لتعزيز دور الزراعات الأسرية –المنزلية في تحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الأسري ضمن مبادرة “الابتكار في الزراعة الأسرية “.
الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس جامعة البعث أكد على أهمية الزراعة اقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً في بلدنا وإنتاج المحاصيل على أنواعها مشيراً إلى ضرورة تطبيق الأبحاث العلمية المتعلقة بالعمليات الإنتاجية والزراعية وخصوصاً في هذه المرحلة من الحصار الاقتصادي لتخفيف آثاره ضمن الإمكانيات المتاحة بقدرات وطنية، حيث الأولوية لدعم احتياجات الباحثين والمشاريع التي تخدم الاقتصاد الوطني وتحقق ربط الجامعة بالمجتمع.
ونوه إلى أن الزراعات الأسرية داعم كبير للأسرة السورية من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضار الصيفية والشتوية وبيع الفائض منها في السوق المحلية ما يساعد على رفع مستواها المعيشي مؤكدا أن الواجب الوطني يحتم رفد المفكرة الزراعية بالدراسات والأبحاث العلمية والمشاريع الطلابية والتطبيقات العملية من خلال التواصل وتبادل الخبرات والندوات العلمية لزيادة الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً باستخدام تقنيات الزراعة الحديثة للحصول على أفضل نوعية من إنتاج المحاصيل الزراعية تحقيقاً لأهداف كليات الزراعة في جامعاتنا السورية .
بدوره قال الدكتور فائق شدود أمين فرع جامعة البعث للحزب : إن سورية دولة ذات سيادة وقرارها الوطني مستقل لأنه ينبع من إرادة الشعب ، وهذا الأمر لم يرق لأعداء الوطن، لذلك بدأت الحروب عليها اقتصادياً و عسكرياً وحصاراً قاسياً جائراً، والآن نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بهذا القرار المستقل ونستطيع أن نبقى كذلك طالما نحن معتمدون على أنفسنا، وذلك من خلال العمل وفق توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد لتحقيق الأمن الغذائي، مبيناً انه عندما نكون زراعياً بخير هذا يعني أننا سياسياً واجتماعياً بخير، أما عندما نرتهن لغيرنا من خلال لقمة الخبز فسيكون قرارناً حتماً ليس ملكنا ، مؤكداً على أهمية هذه الندوة من خلال العناوين المهمة المطروحة التي تتناولها لأنها ستشكل رافدا قويا من روافد الاعتماد على الذات إذ إن العمل بالزراعة يقوي حالة الانتماء الوطني، فالعلاقة بين الأرض والمواطن علاقة قوية وطاهرة وبدون أدنى شك تربة بلادنا خصبة وخيّرة لأنها ارتوت بدماء شهدائنا الأبرار.
ولفت شدود إلى أن الوطن اليوم بحاجة لجميع طاقاته العلمية والأكاديمية وخاصة في المحنة التي تواجه قطاعنا الزراعي من خلال الحرائق الضخمة التي تجتاح الثروة النباتية والغطاء البيئي الواسع، مما يتطلب منا جميعاً أن نكون على قدر المسؤولية في مكافحتها وأيضاً في إعادة زراعتها .
الدكتورة رائدة أيوب مديرة تنمية المرأة الريفية في وزارة الزراعة ومديرة البرنامج الوطني للزراعات الأسرية قالت :إن هذا التشبيك بين الجامعات والمجتمع عبر قامات علمية واختصاصية وأكاديمية مع وزارة الزراعة المتواجدة على الأرض دائما ضروري جداً حيث تم الوصول إلى 57 ألف و110 اسر استفادوا من البرنامج الوطني للزراعات الأسرية الذي كان عبارة عن تقديم منحة مجانية لثمانية أصناف من خضار شتوية وصيفية وشبكة ري، وأضافت أيوب لابد لهذه الورشة والتشبيك من الخروج بتوصيات تطبيقية وواقعية والانتقال إلى البحوث التطبيقية عبر أصناف زراعية جديدة وتقنيات متطورة في الري والقطاف والوصول لمؤشرات اجتماعية للقرى التي يمكن أن تحصل على المنح ومؤشرات قياس الأثر لتحقيق الأمن الغذائي للأسر عبر الزراعات والتصنيع والبيع لمنتجاتهم.
من جهته قال الدكتور محمد المصري عميد كلية الزراعة :إن هدف الندوة الأساسي مساعدة الأسر الريفية والاهتمام بالزراعة المنزلية وتوسيع نطاق عملها لتأمين الاحتياجات الرئيسية من السلع الغذائية والحد من البطالة وإيجاد فرص عمل جديدة وتحسين سبل العيش من خلال القيمة المضافة لتصنيع المنتجات الزراعية الفائضة بالإضافة إلى تحسين دخل الأسرة من خلال إعادة تقييم البرامج والمشاريع التي تعزز الزراعة والتدريب والتأهيل المستمر .
بدوره علي حمادي رئيس فرع اتحاد الطلبة بجامعة البعث أشار إلى أن أهم طريقة لمواجهة الحصار هو دعم الإنتاج بشكل عام حيث تأتي الزراعة أولاً في سورية لأن المجتمع السوري مجتمع زراعي، منوها إلى أهمية الندوة في وضع برامج آليات عمل تساهم مساهمة فعالة من خلال النتائج المرجوة في التشبيك الزراعي والزراعات الأسرية لما لها من دور هام في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتمكين الأسر الريفية وتحسين وضعها الاقتصادي في ظل الهجمة الاقتصادية على بلدنا.
تجدر الإشارة أن الورشة تتضمن خمسة محاور: البيئة التمكينية واللوجستية للزراعة الأسرية، المؤسسات المعنية بالزراعات الأسرية (الأدوار والمسؤوليات)، المبادرات
والتجارب السابقة، التنمية الريفية والاقتصاد المحلي (دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة)، التدريب والتأهيل والابتكار والعلوم. وتهدف الورشة إلى المساهمة في وضع معيار وطني يشمل تعريف الزراعات الأسرية ونطاق عملها والبيئة التمكينية الخاصة بها وإعادة تقييم البرامج والمشروعات الحكومية المتعلقة بالزراعة الأسرية والمنزلية وتستمر لمدة يومين.