الكلب في حياة الشرق والغرب …. وفي أدب الفكاهة والسخرية

الثورة أون لاين- هناء الدويري:

اتخذ الإنسان الكلب رفيقا له في حياته ،ثم أنس به واتخذه صديقا له يعينه على تلبية حاجاته المتنامية حينا بعد حين .
والأدب العربي والغربي تناول الكلب في أمات الكتب التي تتحدث عن الحيوان وتفصيلاته، من هنا قام الدكتور عمر الدقاق المولود في حلب عام ١٩٢٧ بتأليف كتاب من القطع الصغير في مئة وسبع وستين صفحة بعنوان “الكلب في حياة الشرق والغرب “وضمّنه دراسة في أدب الفكاهة والسخرية، تحدث فيه كمقدمة عن قصص الحيوان في الآداب العالمية، ثم أفرد للكلب عدّة عناوين جاءت على شكل مقالات تطول حينا وتقصر حينا آخر .
بدأ كتابه بالأنسنة لعالم الحيوان وكيف أن ملامح الأنسنة تتبدى في مختلف قصائد الشعر قديمه وحديثه وفي القرآن الكريم وفي النثر أيضا، وفي ذلك يعمد الكاتب أو الشاعر إلى إسقاط مابنفسه على الحيوان من عالم الخيل والطير وسوى ذلك(حصان عنترة، طائر الهدهد وحكاية النبي داوود، النملة في سورة النمل، ومذكرات دجاجة للأديب الفلسطيني اسحق موسى، وأحمد شوقي ومشاعر الحنين بين عصفورين..)
ثم يبدأ الكاتب بعرض ماللكلب من سمات واستخدامات عند العرب بعد التعريف بلفظه واشتقاقه، وعن الكلب في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وليس أهم من كتاب الجاحظ في سوق الأمثلة عما هو إيجابي وسلبي عن الكلب، وظاهرة الاحتقار والازدراء للكلب في فترة من الفترات ولم يغفل عن تيار الاعتدال والإنصاف نحو الكلب، فطرفة بن العبد الشاعر الجاهلي يقول:
خالط الناس بخُلق واسع
ولاتكن كلبا على الناس تهر
وليس أشهر من أبيات الفرزدق في وصف ذئب جائع :
وأطلس عسّال وماكان صاحباً
دعوت بناري موهنا فأتاني
فلمّا دنا قلت:ادن دونك إنّني
وإياك في زادي لمشتركان
وثمّة تساؤل يعرض له الدكتور الدقاق، هل يؤكل لحم الكلاب؟ ويعدد الشعوب التي تأكله ويؤكّد أن المسلمين لايأكلون لحمه، ويعرض لقصة المعري في بغداد عندما شتمه أحدهم بقول:(من هذا الكلب) ليجيب المعري(الكلب من لايعرف للكلب سبعين اسما)
في عنوان رؤى عميقة في حقائق الحياة بين الواقع والمثال، وكيف عمد الشعراء إلى اتخاذ الكلاب مثالا لإسقاطه على الواقع في أشعارهم فالمتنبي يقول في فساد زمانه:
أذمّ إلى أهل الزمان أُهَيله
فأعلمهم فدمٌ وأحزمهم وغدُ
وأكرمهم كلبٌ وأبصرهم عمٍ
وأسهدهم فهدٌ وأشجعهم قردُ
أما في رحاب المتع والمسرات وفي عهد الخلافة الراشدية والقصة الشهيرة للشاعر علي بن الجهم الذي قَدِم من أطراف البلاد إلى مدن البصرة والكوفة وقال في قصيدة مادحا الخليفة:
أنت كالكلب في حفاظك للودّ
وكالتيس في قِراع الخطوب
لكن الخليفة لم يستغرب ذلك وأنزله ضيفاً في بغداد وبعد انقضاء عام وبتغيّر البيئة على الشاعر قال:
عيون المها بين الرّصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولاأدري
ولم يكن أجمل من الهجاء السياسي في العصر العباسي في استخدام الكلب أداة تشبيه، فالشاعر دعبل بن علي الخزاعي يقول في الخليفة الثامن المعتصم :
ملوك بني العباس في الكتب سبعةٌ
ولم تأتنا عن ثامن لهم كتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة
خيار إذا عدّوا وثامنهم كلب
وإنّي لأُعلي كلبهم عنك رتبة
لأنك ذو ذنب وليس له ذنب
في أدب الفكاهة والسخرية يتحدث عن الحذاء التاريخي لمنتصر الزيدي الذي ارتبط برأس بوش..
دمشق بين الهافانا والبرازيل المقاهي المتواضعة التي شهدت معظم التحولات السياسية التي مرت بها سورية وروّاد الحداثة والتجديد بين عصبة الساخرين والمضحك المبكي تلك الصحيفة الساخرة التي اعتمدت الرسوم الكاريكاتورية وصور الحيوانات الرمزية من كلاب وحمير وغيرها كأسلوب مبتكر، واعتمد صاحبها حبيب كحالة على اللغة المحكية السائدة، ولم تخل من شعر الفصحى لشعراء العصر الحديث أمثال إيليا أبو ماضي وأحمد شوقي، ومشاركات لأقلام من أعلام العصر في السياسة والثقافة مهام الأتاسي، وعطا الأيوبي وسعد الله الجابري وناظم القدسي وشكري بك القوتلي، ونجيب الأرمنازي، وابراهيم هنانو، وفخري البارودي، وجميل مردم بك.
الأديب عبد السلام العجيلي في طليعة المشاركين في حركة الشباب المتحمسين للتقدم والتحرر، وأصبح في مقدمة عصبة الساخرين في سورية إلى جانب رفاقه صدقي اسماعيل ونجاة قصاب حسن وشوقي بغدادي من خلال كتابة المقالات الهازلة والأشعار الساخرة في مجلة المضحك المبكي وجريدة الكلب التي صدرت من دمشق في ربيع عام ١٩٤٩ وقام الشاعر سليمان العيسى كشريك بإصدار(ابن الكلب) في حلب
وفي فصول لاحقة من الكتاب يعرض الدكتور الدقاق لمنزلة الكلب في بلاد الغرب وفي الأدب الروائي العالمي ومواقف طريفة مع الكلب وعالم الحيوان عند الجاحظ وبعضاً من قرائح الشعراء من ديوان العرب أمثال عباس محمود العقاد، ومعروف الرصافي، والصّافي النّجفي، وعبد الرزّاق الهلالي )
الكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا