الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
اذا كان الشعر رؤيا والرؤيا قفز خارج حدود الزمان والمكان كما يقول الشاعر أدونيس فهذا يعني أن على الشاعر أن يكون رائيا يمتلك عيني زرقاء اليمامة ويشي بما هو قادم.
خطوط عريضة وتحذير وتنبيه وهذه الخاصية وجدناها في الشعر العربي المعاصر التقليدي والحداثي من الأخطل الصغير إلى الجواهري وبدوي الجبل وامل دنقل ومعين بسيسو ومحمود درويش والسياب ونزار قباني..
وغيرهم كثيرون من الشعراء ..الدكتور رحمن غركان يقف في دراسة مهمة عند قصيدة النبوءة بكتابه الصادر حديثا عن دار تموز ديموزي بدمشق وجاء تحت عنوان ..قصيدة النبوءة أسلوبية الدوال والمعنى الشعري ..
يتناول بالدراسة الدلالية الأسلوبية قصيدة الشاعر محمد عبد الباري تلك التي عنوانها ..مالم تقله زرقاء اليمامة ..ويراها نصا شعريا استثنائيا يستجيب عند القراءة والتحليل منهجيا لمعطيات الأسلوبية الأدبية…والقصيدة مكتوبة عام ٢٠١١م وقد وظفت صورة النبي يعقوب وابنه النبي يوسف توظيفا شعريا واستدعتهما استدعاء رمزيا مرة وتضمينا مرة أخرى.
والدراسة تناولت القصيدة من خلال أربعة فصول هي ..أسلوبية الدوال ..أسلوب..الدوال الإيقاعية.. الدوال التصويرية…الدوال البنائية…وتأخذ الدراسة القصيدة وفق منهج معين ..ومسافة مقصودة في الوصول إلى تجربة الشاعر وهي مسافة لابد منها لان التجربة أو كلها أو بعضها لا تتيح للقارىء الناقد ولا لمتلقيه أن يصل تلك التجربة بأمان وان يكون محيطا بها إحاطة تامة وان يكون دليلا لكل واصل مستقبلي …..
من القصيدة..
شيء …يطل الان من هذي الذرى
احتاج دمع الأنبياء..لكي أرى
النص للعراف والتأويل لي ..
يتشاكسان هناك قال وفسرا ..
ما قلت للنجم المعلق ..دلني
ما نمت كي اصطاد رؤيا في الكرى
شجر الحدس القديم ..هززته
حتى قبضت الماء حين تبخرا
لا سر
فانوس النبوءة قال لي ..
ماذا سيجري
حين طالع ما جرى ..
في الموسم الآتي يسأكل آدم
تفاحتين ..
وذنبه لن يغفرا ..الارض سوف تشيخ ..قبل أوانها..الموت سوف يكون فينا انهارا ..
وسيعبر الطوفان من ..
أوطاننا..
من يقنع الطوفان أن لايعبرا ..
ستقول السنة الذباب قصيدة ..
وسيرتقي ذئب الجبال المنبرا ..
بقي أن نشير ان الدكتور رحمن غركان استاذ جامعي عراقي له اكثر من ٣٠ مؤلفا في النقد صدرت ما بين بغداد ودمشق وهو شاعر نال العديد من الجوائز الشعرية .