الثورة أون لاين – سامر البوظة :
يستمر النظام التركي بزعامة رجب أردوغان بنهجه العدواني تجاه العديد من دول المنطقة، مدفوعا بأوهامه في إحياء الأحلام الاستعمارية للسلطنة العثمانية البائدة، والقائمة على التوسع واحتلال أراضي الشعوب الأخرى ونهب ثرواتها ومقدراتها، وهو ما نشاهده في أكثر من منطقة لاسيما في شرق المتوسط حيث يواصل توتير الأجواء مع اليونان عبر تصعيد ممارساته الاستفزازية وإصراره على المضي في مخططاته لسرقة النفط والغاز في تلك المنطقة التي تطالب بها اليونان وتقول إنها تقع ضمن مياهها الإقليمية ، متجاهلا كل الدعوات الدولية للتهدئة ونزع فتيل الأزمة, ومتحديا العقوبات التي لوح بها الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة إذا لم يتوقف عن تلك الاستفزازات التي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة, وتنذر بمواجهة عسكرية لا أحد يتمنى وقوعها.
وردا على الاستفزازات التركية المتكررة, والتي كان آخرها إعلان أنقرة عن تمديد فترة أعمال التنقيب في المياه المتنازع عليها, أصدرت اليونان اليوم الأحد إخطارا مضادا عبر نظام التحذير الملاحي البحري الدولي “نافتكس”.
وشددت البحرية اليونانية، في الإخطار المضاد الذي أصدرته محطتها في مدينة إيراكليو بجزيرة كريت، على أن تركيا تنفذ أعمال التنقيب بشكل غير قانوني من منطقة تابعة للجرف القاري اليوناني، مشيرة إلى أن أنقرة غير مخولة بإصدار رسائل “نافتكس” في المنطقة.
وذكرت اليونان أن الإخطار التركي بشأن تمديد أعمال المسح السيزمي في المنطقة غير مرخص به, وتم إلغاؤه، مطالبة البحارة بتجاهله.
يأتي ذلك ردا على القرار الذي اتخذته أنقرة بتمديد مهمة السفينة “عروج ريس” مجددا للتنقيب عن الغاز في المياه المتنازع عليها في شرق المتوسط، في تحد للدعوات الغربية إلى سحبها.
وكانت السفينة أخطرت نظام التحذير البحري الدولي “نافتكس” في وقت متأخر السبت بأنها ستبقى في المنطقة لغاية الرابع من تشرين الثاني, وكان الثلاثاء موعد مغادرتها المعلن.
وأصبحت هذه السفينة التي ترافقها زوارق بحرية تمثّل رمز المساعي التركية للبحث عن مصادر الغاز الطبيعي في شرق المتوسط حيث أثارت اكتشافات حديثة حملات للتنقيب عن آبار جديدة.
وتقول أثينا إن أنقرة تنتهك القانون الدولي من خلال عملياتها في المياه اليونانية.
تركيا كانت أرسلت في آب سفينتها إلى المياه المتنازع عليها، ما أثار خشية قبرص واليونان اللتين أجرتا تدريبات عسكرية.
وتراجع التوتر بعدما سحبت تركيا السفينة لإجراء أعمال صيانة, وفق ما ذكرت، ووافقت على الشروع في محادثات تمهيدية مع اليونان, غير أن أنقرة أعادت إرسالها عقب ذلك، ما أثار غضب اليونان التي حذرت من أن المباحثات لن تبدأ قبل الانسحاب من مياهها.
فيما وصفت الولايات المتحدة “حليفة أنقرة”, التحرك التركي على أنه “استفزاز محسوب” وطلبت من أنقرة سحب السفينة.