الثورة أون لاين – ريم صالح:
هو شبح جائحة كورونا لا يزال يخيم على الأفق السياسية في العالم كله، ليغدو حديث الساسة الغربيين والأوروبيين، ومحور اهتماماتهم واجتماعاتهم، أكثر من أوساط العامة حتى، فكل ينظر إلى هذا الوباء من زاويته الخاصة، ومن منطق مصالحه الضيقة، فالخوف كل الخوف هو من تدهور شعبية هذا المسؤول الغربي أو الأوروبي، وما يعنيه ذلك في الأيام القادمة على صعيد استطلاعات الرأي، وبالتالي التأثير المحتمل في سباق التنافس في الانتخابات القادمة.
وما بين الحديث عن احتمال إعادة فرض الإغلاق، وما بين توجه البعض إلى الانتظار أكثر والتريث للحصول على رؤية أوضح لتأثير التدابير المفروضة حالياً، وبين دعوات البعض إلى وجوب التعايش مع هذا الفيروس، وبين توجه البعض الآخر إلى اتخاذ قيود جديدة مثل تقليل ساعات عمل المطاعم والحانات، وإغلاق الصالات الرياضية العامة، وأحواض السباحة، وحظر النشاطات الثقافية، وتمديد حظر التجول لساعات أطول، ما بين هذا وذاك يبقى تزايد أعداد الوفيات بكورونا وأعداد المصابين بها هو الحقيقة الماثلة للعيان.
اللافت في الأمر أن الأمريكي ومعه شركاؤه الأوروبيون منشغلون على ما يبدو في هذه الفترة فقط في كيفية تقليل عدد الإصابات، وإن كان إعلامياً فقط، دون البحث عن آلية أو مصل علاجي من شأنه أن يقضي على هذا الوباء من أساسه، وينقذ حياة وأرواح ملايين البشر، لا سيما إذا ما علمنا أن الولايات المتحدة هي البلاد الأكثر تضررا بالوباء من حيث عدد الوفيات (224751) وقد بلغ إجمالي عدد الإصابات 8,568,625.
موسكو وضعت نصب عينيها تطوير التجارب والاختبارات لتصل إلى اللقاح المناسب لكورونا وهاهي قد سجلت أكثر من لقاح، ووضعت كل لقاحاتها تحت خدمة الجميع، بينما في الناحية المقابلة ونقصد أمريكيا وأوروبيا فإن الحديث يدور فقط في الإجراءات الاحترازية والقيود التي يمكن فرضها دون البحث في جوهر المشكلة والوصول إلى نتائج وحلول تقضي على الوباء.
ففي فرنسا تم توسيع نطاق حظر التجول المفروض في العاصمة وضواحيها والمدن الكبرى الآن ليشمل 54 مقاطعة بالإضافة إلى بولينيزيا، الأمر الذي يعني أن 46 مليون شخص ملزمون بالبقاء في منازلهم بين من الساعة 21,00 إلى الساعة 6,00.
إسبانيا هي الأخرى فرضت حظر تجول في العديد من مناطقها بعد أن أصبحت أول دولة في الاتحاد الأوروبي والسادسة في العالم بتخطيها عتبة مليون إصابة بكوفيد-19، حتى أن مصادر حكومية رسمية كشفت الجمعة أن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بفيروس كورونا في إسبانيا يبلغ أكثر من ثلاثة ملايين، فيما عدد الوفيات يقترب من 35 ألفا.
أما في إيطاليا، قد بدأ حظر التجول في روما (لاتسيو) وميلانو (لومباردي) ونابولي (كامبانيا)، وفي بلجيكا قررت سلطات بروكسل تقديم وقت حظر التجول المفروض في البلاد ليبدأ عند الساعة 22,00، وأمرت المتاجر بالإغلاق الساعة 20,00 إضافة إلى حظر النشاطات الثقافية والرياضية اعتبار من يوم الاثنين.
الاغلاق الجزئي وحظر التجوال والقيود الصارمة تم فرضها أيضاً في بولندا وسلوفاكيا وتشيكيا وسلوفينيا، حيث أن الإصابات نالت حتى كبار المسؤولين في البلاد، حيث ثبتت إصابة وزير خارجية سلوفينيا أنزي لوغار بعد إكمال جولة في دول البلطيق. كذلك، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس بلدية كييف الملاكم السابق فيتالي كليتشكو اصابتهما بالفيروس.
وهنا من الضروري التنويه إلى أنه وبحسب أحدث الإحصاءات العالمية المعلنة حول جائحة كورونا المستجد “كوفيد-19″، فإن عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بلغ نحو مليونا و155 ألف وفاة، فيما بلغت حصيلة أعداد المصابين المعلن عنها ما يقارب من 42 مليونا و947 ألف إصابة مؤكدة، تعافى منهم ما يزيد على 31 مليونا و973 ألف مريض.