الثورة أون لاين- فؤاد الوادي:
تجثم (الديمقراطية الأميركية) على تاريخ من الوهم والخداع الذي مارسته الولايات المتحدة طيلة العقود الماضية من أجل تحقيق مشاريعها ومخططاتها الاحتلالية والاستعمارية، فكل ما تحاول أميركا تسويقه للعالم منذ نشأتها على أنها ديمقراطية وحرية، لم ينجح بإغراء الدول الحرة والمقاومة والمناهضة للهيمنة والاستعمار، ولم يسقط في الفخ سوى أولئك الخانعين والتابعين والمرتزقة الذي يعتاشون على الدماء والإرهاب والأشلاء والمجازر الجماعية.
كثير من الامبراطوريات السابقة التي عرفها التاريخ أنشأت عروشها على جماجم الأبرياء وأصحاب الحقوق، والإمبراطورية الأميركية لم تشذ عن هذه الحقيقة، فقد ولدت من رحم جرائم الإبادة الجماعية بحق الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين.
وهذا جوهر العقيدة الأميركية التي تحولت مع مرور الوقت الى استراتيجية ثابتة تحكم سياسة الولايات المتحدة على المستويين الداخلي والخارجي، وهذا الأمر يؤكده تاريخ الولايات المتحدة الفائض والمتخم بالتطرف والعنصرية وانتهاكات حقوق الانسان والمجازر والحروب والاحتلال وقتل الشعوب.
الحقيقة التي لايزال البعض يدير وجهه عنها أن الولايات المتحدة محكومة باستراتيجية ثابتة، وهي استراتيجية القتل والإرهاب، بغض النظر عن الشخص الذي يدير وينفذ هذه الاستراتيجية والذي يدعى بـ(الرئيس)، فهو في حقيقة الأمر مجرد واجهة خادعة لواقع مخيف يخفي خلفة الكثير من الحقائق الصادمة والكارثية عن الإمبراطورية الأخطر في التاريخ، والتي تملك مفاتيحها وتمسك بخيوط ألاعيبها وتتنازعها لوبيات المال والاقتصاد والسياسة وفق ما اصطلح على تسميتها بـ(الدولة العميقة).
الرئيس الأميركي هو مجرد أداة طيعة ولينة للدولة العميقة من أجل خدمة وتنفيذ الأجندة الأميركية الثابتة التي تتقدم أولوياتها التحكم بمفاتيح العالم والسيطرة على قراراته وسياساته وثرواته ومقدراته بأي شكل وبأي وسيلة وطريقة، سواء أكان ذلك عبر الحروب المباشرة، أو غير المباشرة من خلال افتعال الأزمات وإشعال الحرائق والحروب، أو تغذية وتأجيج الصراعات والنزاعات، أو من خلال صناعة الإرهاب وتصديره للمناطق التي يراد الوصول إليها لنهب ثرواتها والسيطرة على مقدراتها بعد تدميرها وإضعافها وتقسيمها بحسب الطموحات والأهداف والمصالح الأميركية وبما يحاكي الظروف الدولية.
كل الرؤساء الأميركيين مختلفون في الايدلوجية الحزبية والشخصية، لكنهم كلهم متشابهون في العقيدة ذاتها التي أنتجت استراتيجية مدمرة يتوجب عليهم تنفيذها بحذافيرها، وأي خروج عن هذه الحقيقة يعتبر خروجا عن هذه العقيدة، ويتطلب من الدولة العميقة التدخل والإطاحة بالأداة التنفيذية (الرئيس)، و قطع هذه الذراع من جذورها عند الضرورة .