الثورة اون لاين – يمن سليمان عباس:
مع اقتراب موسم التشجير والإعداد له كما يقال على قدم وساق والعمل على تشجير كل شبر يمكن أن يستوعب شجرة والعمل على تعويض الفاقد الذي وقع نتيجة الحرائق التي تعرضت لها الغابات في وطننا الحبيب .
مع هذا المشهد يجب علينا أن نتوقف عند تجربة مهمة نفذتها بعض البلديات في الكثير من محافظات القطر، وهنا سأتحدث عن تجربة بلدية ضاحية الثامن من آذار ريف دمشق ،وهي تجربة تعود لأكثر من خمسة عشر عاما اليوم أتت ثمارها وأكلها لكن البلدية تخلت عنها بل توقفت تماما عن التشجير والعمل على نشر الغطاء الأخضر إذ توجد مساحات يمكن غرسها .
التجربة كانت بغرس أشجار الزيتون على جانبي الطريق فحين تعبر شوارع الضاحية سوف ترى عشرات بل مئات الأشجار من الزيتون بهية نضرة مثقلة بالثمار التي تجود بها على الأهالي.
على الأرصفة نفسها ثمة أشجار زينة ربما تحمل اسم الفلفل تتدلى وهي ذات منظر جمالي جيد لكنها للأسف سريعة الانكسار وتملا الأرصفة والطريق بأوراقها..
أشجار الزيتون التي نتحدث عنها ربما وصل عمرها ال١٥ عشر عاما وقد بدأت بالعطاء منذ عدة سنوات واللافت للانتباه أن ثمة حرصا كبيرا عليها من قبل الأهالي فكل أسرة تعنى بشجرة والعناية ليست متعبة أبدا فقط هي نوع من الانتباه إلى عدم عبث الصغار بها أو حمايتها من حريق ..لا يتم الحرف على جذعها ولا تعطى السماد ولا شيء آخر..ومع ذلك تكبر وتنمو وتعطي موسما جيدا يقبل من اعتنى بها على قطافها .
تجربة مهمة لو تم العمل بها ربما كانت ستشكل موردا ماليا حتى للبلدية نفسها لكن للأسف توقفت منذ عشرة أعوام وأكثر مع وجود مساحات تحتاج إلى تشجير..
هذه التجربة تدعو الجميع لأن تعمم التجربة بزراعة الأشجار المثمرة كل منطقة حسب ما يناسبها والعمل على استثمار كل شبر من التراب ..
والغرس يعني متابعة الشجرة والعناية بها ومن المعروف أن شجرة الزيتون في مثل هذه المناطق لا تحتاج إلى الكثير من العناية ..كم هو جميل ان نجد شجر الزيتون والتين تزين الأرصفة وفي مدينة دمشق ثمة تجربة مماثلة إذ تم غرس مئات الأشجار من الحمضيات على طرفي شارع بيروت الممتد من ساحة الأمويين باتجاه جسر فكتوريا ..
أرضنا الخصبة تحتاج إرادتنا للخروج من حالة الإهمال التي يعيشها الكثيرون منا ..نعم نحن على عتبات موسم التشجير وهذا يتطلب جهدا كبيرا والخروج من الشغف بغرس نباتات عشبية حولية تتيبس بعد فترة من الزمن ..ما ندعو إليه تجربة ناجحة تدر دخلا على الجهات المعنية وهي تضاف إلى موسم الزيتون.