أميركا المتلونة بكل أصناف الخروج عن القيم والأعراف والمواثيق الدولية، تخلع اليوم ما تبقى من أستار ارتدتها طويلاً من خلال اللعبة المسماة الديمقراطية وما ابتكرته من مصطلحات تاجرت بها زمناً طويلاً وتدخلت من خلالها ومازالت بشؤون الدول.
في الانتخابات التي ستجري بعد غد ،تظهر أميركا اليوم على حقيقتها تماماً ،هو المال والتدخلات التي يحددها اللوبي الخفي والشركات الكبرى التي تحرك المشهد وتدفع به نحو المزيد من التأزم والتعقيد لتكون حالات التدخل واللعب أكثر حصيلة واستثماراً.
ترامب المتوحش كما رأس المال الذي يمثله خلع القفازات وما تبقى منها وهو يمثل فعلاً وجه أميركا الحقيقي ..وما رافق الانتخابات الماضية التي فاز بطرق يقال إنها أكثر ملتوية ..ستكون مجرد مشهد عادي أمام ما سيكون في قادمات الأيام.
يبدو الإيقاع معقداً والضجيج أكبر من الحدث بالنسبة للمشهد العالمي ..لكن الأميركيين يظنون أنهم ينتخبون رئاسة للعالم وليس لواشنطن ،وهنا داء العصر ..فمن ينصب نفسه شرطياً يهش عصاه حيث شاء يدعي الديمقراطية …هذه اللعبة تعرّت وهي مكشوفة تماماً وستكون أمام امتحان الشعوب التي ترفضها وتعلن أن عصراً من التخلص من هيمنة القطب الواحد قد بدأ.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن..