الثورة اون لاين – عمار النعمة:
لاشك أن الجامعات السورية وعبر سنين طويلة اهتمت وبشكل ملحوظ بوضع البرامج والأنشطة الثقافية والتربوية والتعليمية للطلاب، بقصد زرع وتنمية مواهب وجوانب مهمة في شخصية الطالب .
فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين للدرس فقط، وإنما هي عملية مفيدة لبناء شخصية الطالب من جميع النواحي. وتلعب الأنشطة الطلابية داخل الجامعة وخارجها دوراً كبيراً في تهيئة الشباب للحياة العملية وتسهم في نضج الشخصية وتوعيتها وزيادة معرفتها بالعالم خارج نطاق الجامعة .
اليوم تشهد الجامعات تراجعاً ملحوظاً في تقديم الأنشطة الثقافية لاسيما وأن ثمة علاقة قائمة بين العلم والثقافة وأن كلا من الثقافة والعلم يحتاجان إلى بعضهما البعض. فهل غاب الحراك الثقافي عن جامعاتنا .. وظل التدريس سيد الموقف فقط؟!
صحيفة الثورة كان لها وقفة مع بعض المعنيين في الجامعات للوقوف على بعض التفاصيل فكانت اللقاءات التالية: :
(لم نتوقف عن النشاطات الاعلامية)
عميد كلية الإعلام د.محمد العمر أكد أن الفترة الأخيرة شهدت القليل من النشاطات الثقافية التي كانت دائمة ومستمرة في كلية الآداب والعلوم والإعلام وغيرها .. حيث كانت هناك الأسابيع الثقافية والندوات مشيراً أن السبب الرئيسي في قلة النشاطات هو الحرب العدوانية على سورية الأمر الذي جعل الجامعة نتجه نحو الجانب العلمي والأكاديمي والبحثي .
وقال د.العمر : على صعيد الكلية لم نتوقف عن النشاطات الاعلامية (ندوات – دورات – استضافة اعلاميين …الخ) فنحن لانخرّج إعلاميين فقط بل هؤلاء بحاجة لدورات في الكتابة والإلقاء و الإصغاء والتحقيقات ونحن قمنا بالتركيز على هذا الجانب … لكن في المقابل لاننكر أن النشاطات الثقافية قليلة مقارنة مع النشاطات الأخرى، وهذا لابد للجامعة ان تأخذ ذلك بعين الاعتبار, فضرورة بناء شخصية الطالب في جميع الجوانب ونعني بها المعرفية والثقافية والوجدانية وبصورة متوازية ومتكاملة وبنفس الدرجة من الاهتمام وعدم التركيز على جانب معين واهمال الجوانب الاخرى مسؤوليتنا جميعاً, ومسؤوليتنا الأكبر هي إعادة إحياء المشهد الثقافي لأن تلك النشاطات مهمة للطلاب من الناحية العلمية والثقافية والتربوية .
(لم تستطع الحرب ايقاف الحياة)
بدورها د. زينب زيود عميد كلية التربية تحدثت بأنه على الرغم من ان الحرب على سورية ألحقت أضرارا واسعة في الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلا أن كلية التربية تمكنت من تنظيم عدد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتربوي و الاجتماعية حيث تضمنت هذه الفعاليات على سبيل المثال :
* احتفالية يوم المعاق العالمي بالتعاون مع منظمة طلائع البعث ومنظمة آمال وجمعية رعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي
* ورشة تدريبية لمشرفي التربية العملية بالتعاون مع وزارة التربية
*ورشة عمل حول ربط البحث العلمي بمحاور واهداف وخطط وزارة التربية بالمشاركة مع مركز القياس والتقويم التربوي
* عرض مسرحي قدمه طلاب كلية التربية
* حفلات تخرج الطلاب بالتعليم النظامي والتعليم المفتوح
*المشاركة بمؤتمر التطوير التربوي الذي اقامته وزارة التربية .
ولفتت د. زينت أن هذه الفعاليات تثبت ان الحرب على سورية لم تستطع ايقاف الحياة فيها, وأن الشعب السوري مستمر في تعليمه وفي إقامة النشاطات الثقافية والعلمية والتربوية التي تخدم الطلاب والمجتمع معاً .
(خطة ثقافية وعلمية)
د.أسامة قدور عميد كلية الآداب بدمشق أكد أن النشاطات الثقافية في تراجع عما كانت عليه من قبل ، لكن كلية الآداب تضع حالياً خطة ثقافية وعلمية ،مع الأخذ بالإجراءات الصحية من وباء كورونا لعودة تلك النشاطات, مشيراً أن إعادة إقامة النشاطات الثقافية والعلمية في الكليات تعزز روح الانتماء الوطني والقومي لدى طلاب الجامعات والمعاهد, وبالتالي فإن المساهمة في هذا المشروع يجب أن تكون أكبر، وأن تكون الجامعات هي قائدة القافلة الثقافية وموجهتها، لكي نحصل على جيل واع ومثقف ومتعلم في الوقت نفسه .
(رأي آخر…!!)
بعض الطلاب في جامعة دمشق أكدوا أن طريقة تدريس الطالب في الجامعة تجعله بعيدا عن الثقافة بشكل عام، وهذه المسؤولية تقع أيضاً على عاتق الاساتذة الاكاديميين .
والبعض الآخر رأوا أن هنالك مساحات فارغة في الجامعة لم تستثمر بالشكل الصحيح للنشاطات الثقافية التي تخدم الجامعة والطالب, مبينين أن المشهد الثقافي بشكل عام يعاني من الضعف فهو يحتاج حسب رأيهم إلى خطط جديدة للنهوض به.