بعد أن تضررت منشآتهم الصناعية والحرفية بفعل الإرهاب منتجو حلب: مصرّون على مواجهة التحديات وسنعود للإنتاج من خلال مشروعاتنا الصغيرة

الثورة أون لاين – تحقيق محمود ديبو:

رسالة صريحة أطلقها منتجو حلب ليقولوا من خلالها إن حلب عاصمة الصناعة السورية كانت وستبقى على مر العصور، ورغم كل الدمار والتخريب والسرقة وما آلت إليه المنشآت والمعامل والمصانع في حلب نتيجة الأعمال الإرهابية لعصابات الغدر والخيانة، إلا أن إرادة الحياة تنتصر دائماً، والإنسان قادر على إعادة البناء وتدوير عجلة الإنتاج من جديد، وإنعاش الحركة الاقتصادية والصناعية والتجارية، مهما كانت الظروف ورغم كل الصعوبات.
وفي معرض (منتجين 2020) الذي يقام في التكية السليمانية بدمشق، كان واضحاً أن الجميع مصرّ على مواجهة التحديات والصعوبات بشتى أشكالها، وإثبات أن إرادة الإنسان هي الأقوى والأصدق والأكثر قدرة على إزالة كل آثار العدوان والانطلاق نحو الحياة من جديد.
هكذا كانت البداية..
ويقول جوزيف فنون وهو منسق المشاركات في المعرض إن المكرمة التي تفضل بها السيد الرئيس بشار الأسد للمنتجين في حلب أنعشت الأمل لدى الشباب المنتج، وأعطته الدفعة الأولى في إعادة تدوير عجلة الإنتاج من خلال مشاريع صغيرة يتشارك فيها عدد من الأشخاص بإمكانيات قد تكون قليلة نسبياً إلا أنها مكنتهم من العودة من جديد إلى العمل والإنتاج بعدما أصاب منشآتهم وورشهم ومعاملهم من تدمير وخراب بفعل العصابات الإرهابية، واليوم نحن نرى نتاج عام كامل من التحضير والتجهيز لهؤلاء المنتجين الذين جاؤوا إلى دمشق حاملين معهم رسالة الحب والوفاء للتشارك مع تجار دمشق في إيصال المنتج السوري إلى مختلف الأسواق الداخلية والخارجية والتعريف به، حيث تم تجهيز 77 مشروعاً حالياً في مختلف المجالات من الألبسة والجلديات والحرف اليدوية والمفروشات والحقائب والألمنيوم حتى دور التدريب وغيرها، وباتت هذه المشاريع تنتج وتبيع في الأسواق المحلية بجودة عالية وبأسعار منافسة جداً وهذا ما سيلمسه المستهلك في ضوء الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها الأسعار في الأسواق حالياً.
وبين فنون أن أصحاب هذه المشاريع يعتمدون مبدأ وضع ربح أقل على القطعة وتحقيق بيع أكثر، وهذا الأمر يساهم في تسريع الدورة الاقتصادية لرأس المال ويساهم في زيادة حجم الإنتاج، وكذلك يكسر الأسعار ويساعد المستهلك في الحصول على حاجته بأقل الأسعار وبمواصفات جودة منافسة، ومضمون هذا المبدأ يحمل رسالة للشركات الكبيرة التي لا ترضى إلا بأرباح مرتفعة جداً.
نقف إلى جانبهم..
محمد زيزان عضو غرفة صناعة حلب قال: ما نراه اليوم شيء مفرح جداً، بعد أن عاد هؤلاء للعمل والإنتاج، ونحن في غرفة صناعة حلب جاهزون لتقديم مختلف أشكال الدعم لهؤلاء سواء بالمعارض الداخلية أم الخارجية وتعريفهم بمنتجي النسيج والألبسة وسندعوهم للمشاركة في معرض النسيج الذي سيقام في حلب خلال شهر كانون الثاني القادم ليكون لهم فرصة للتعرف على مختلف المنتجين في هذا المجال، كذلك هناك معرض سيقام في شباط القادم على أرض معرض دمشق الدولي، (صنع في سورية) وهو معرض تصديري سيكون لمشاركتهم فيه فرصة غنية لفتح أسواق تصديرية بسبب حضور رجال أعمال من مختلف الدول المهتمة بالمنتجات السورية.
مرسم صغير..
ومن خلال اللقاءات مع المشاركين في المعرض تحدثت الآنسة هيلين نظريان التي بدأت بمشروع صغير وهو (أكاديمية الألوان) وهو عبارة عن معهد صغير تقيم فيه دورات بالرسم والأشغال اليدوية للراغبين بذلك من عمر أربع سنوات وحتى 17 سنة، وبدت هيلين متفائلة جداً بمشروعها الذي وصفته بالمرسم الصغير مبدية الحماس للعمل على التوسع به مستقبلاً ليتحول إلى (أكاديمية) حقيقية بالفعل ليكون منارة لتعليم الأجيال هذا النوع من الفنون الإنسانية التي تصقل شخصية الفرد وتقويها وتنقلها إلى عوالم الجمال والإبداع.
منجور ألمنيوم..
الشابان جوزيف سمير بازرلي وجوزيف مبيض وهما شريكان في منشأة تتخصص بمنجور الألمنيوم قالا إننا نعود من جديد لإحياء مهنة الآباء والأجداد، حيث كان لدينا منشأة كبيرة ولها اسمها في السوق، لكنها تدمرت بفعل الأعمال الإرهابية التي طالت حلب وباقي المدن السورية، واليوم نحن نؤكد للجميع أن حلب أم الصناعة والعمل والإنتاج وأن إرادة الإنسان أقوى من كل قوى الظلام والغدر والتخريب، وسنعمل جاهدين في هذه المنشأة الصغيرة لنعيد الوضع كما كان عليه في السابق، ونبني معملنا الذي تخرب ونجدده، وبعدها سنعمل على تحقيق حلمنا في فتح فرع لنا في دمشق، بعد أن نتوسع بعملنا.
ورشة خشبيات..
بدورهما أديب قزنجي وجورج نحاس وهما أيضاً شريكان في منشأة لإنتاج الخشبيات وغرف النوم والمطابخ والحفر بالليزر، قالا: كان لدينا معمل كبير وقد تضرر خلال سنوات الحرب على سورية بفعل عصابات الإرهاب الأسود، وبعد أن تلقينا الدعم من قبل منحة السيد الرئيس بشار الأسد فقد انتعش الأمل في نفوسنا من جديد، وعدنا للبدء بنفس مجال عملنا ولكن بورشة صغيرة مبدئياً وبإمكانات محدودة، وهذا سيساعدنا في وقت قريب لنتوسع بالعمل ونعود من جديد كما كنا في السابق، ولدينا حالياً عاملين في الورشة وبعد التوسع سنكون قادرين على تشغيل أكبر قدر ممكن من اليد العاملة وبالتالي ستعم الفائدة على الجميع وسنكون قد أثبتنا للعالم أن إرادة الإنسان لا تثنيها الصعوبات والعقبات مهما طال الزمن.

وأشارا إلى أن العمل حالياً يتركز على تقديم المنتجات بأقل أسعار ممكنة للمنافسة في السوق وتحقيق نسبة مبيع أعلى، مع الإشارة إلى أن تكاليف الإنتاج هي نفسها لكن الفارق هو أننا نعمل بأيدينا فنوفر أجرة يد عاملة وبالتالي نحن نقبل بأجر أقل يضاف على سعر التكلفة لنبيع بكم أكبر، وهذه الفكرة هنا التي ستساعدنا في التوسع بالعمل بشكل أسرع.
مكتبة صغيرة..
الآنسة آنا مدروس وهي رسامة تعرض لوحاتها الجميلة في أروقة المعرض تتشارك مع أخيها كارو مدروس صاحب المشروع في منشأة صغيرة تؤمن أجواء مريحة للقراءة والدراسة لمختلف الأعمار، ويتم فيها تقديم بعض الخدمات البسيطة لقاء أجر بسيط، إلى جانب ذلك يتوفر لرواد هذا المكان الذي هو أشبه بمكتبة، بعض الكتب المتنوعة التي تتناسب مع الأعمار المستهدفة، ولهواة القراءة والمطالعة، وتشير إلى أن فكرة المشروع مهمة وبسيطة ومستقبلاً سنتمكن من التوسع بها وتأمين مكان أكبر لنشر الفائدة منها بأكبر قدر ممكن.
تصنيع التحف..
عبدو لوزة وغياث ضوماط يقومان بالعمل في مشروعهما الصغير (مشروع كريستال) لصناعة التحف واللمباديرات من مادة (الريزين)، ويقولان إنهما بدأا منذ ستة أشهر بالعمل، لكون هذه مصلحتهما الأساسية، حيث كان هناك معمل متخصص بهذا الإنتاج لكن يد الإرهاب طالته وتم تدميره بالكامل، واليوم استطعنا العودة وفتح منشأة صغيرة نعمل بها سوية، وبمجرد أن استطعنا التوسع سيكون لدينا الحاجة لتشغيل يد عاملة معنا لتلبية الطلب المتزايد الذي نتفاءل أننا سنصل إلى تلك المرحلة قريباً، لكوننا أصحاب هذه المصلحة منذ عقود وسنكون قادرين على إعادة تعزيز حضورها في الأسواق، والمنحة كانت دافعاً مؤثراً لنا لنعود للعمل وفتح هذه الورشة ولو بإمكانات محدودة مبدئياً.
ألبسة نسائية..
خلدون زريق افتتح ورشة لتصنيع الألبسة النسائية، وتوسعنا بالعمل ولدينا حالياً ثلاثة عمال وبدأنا بتسويق منتجاتنا في أسواق حلب، وقد حضرنا إلى دمشق لنؤكد أننا حاضرون وأن الإرهاب لن يوقف عجلة الحياة في بلادنا مهما حاول، ومن يزور حلب هذه الأيام سيجد أنها واجهت كل أشكال الدمار والخراب وصمدت بقوة أبنائها وعادت إلى الحياة من جديد.
نبدأ من جديد..
لفت زريق إلى أن المنحة التي تلقاه مع باقي المنتجين كان لها دور كبير في إنعاش العمل والنهوض وبدء العمل من جديد، واليوم يتم الاعتماد على مبدأ الأرباح الأقل والبيع الكثير، وهذا له آثار كبيرة على الاقتصاد الوطني في تأمين احتياجات المستهلكين بأقل الأسعار وبالجودة الأفضل، وسيساهم حضورنا في الأسواق بتحقيق منافسة عالية مع باقي الشركات التي تعتمد مبدأ الربح الأعلى حتى لو كان على حساب حجم المبيعات، وقد يتبدل هذا المبدأ قريباً بعد أن تبدأ المشاريع الصغيرة بالعمل وضخ منتجاتها في الأسواق بقوة.
الأمل موجود..
ونبقى في مجال صناعة الألبسة لنقف عند تجربة باسم قرو الذي افتتح ورشة صغيرة لتصنيع الألبسة تحت اسم (كلانس) وقال بدأنا بالعمل منذ خمسة أشهر بعد أن تلقينا مكرمة السيد الرئيس، مشيراً إلى أنه كان يملك معملاً لتصنيع الألبسة وتعرض للسرقة بالكامل من قبل العصابات الإرهابية بما فيه من تجهيزات ومكنات وغيرها، وهذه البداية الجديدة فيها الكثير من التحدي والإصرار على الصمود في وجه كل الصعوبات، وإدارة عجلة الإنتاج من جديد.
صناعة القوالب المعدنية..
وبالانتقال إلى مجالات صناعية أخرى التقينا السيد ألبير دنكاية الذي كان يملك معملاً لتصنيع القوالب المعدنية بمنطقة بستان الباشا بحلب، والتي تعرضت للتدمير وسرقة كامل معداتها وآلاتها والعدد الصناعية فيها، واليوم يعود من جديد من خلال منشأته الصغيرة للعمل في نفس المجال وإن كان بإمكانات محدودة وبسيطة، معتبراً أن الإنتاج يجب ألا يتوقف ولا بد من كسر إرادة الإرهاب وداعميه والمتربصين ببلدنا من خلال الإصرار على العمل ولو بمنشآت صغيرة وبسيطة حالياً وبالتأكد هذه المنشآت ستكبر وتتطور، هكذا بدأ آباؤنا وهكذا توسعت أعمالهم، واليوم وإن كنا تعرضنا للخسارة نتيجة الإرهاب، إلا أننا سنعود ونعمل وننتج كما كنا في السابق وسنصل إلى الأهداف المرجوة مهما واجهتنا من صعوبات.
منشأة لصناعة الماء المقطر..
فيليب الموسى الذي هو أيضاً تعرض معمله للسرقة والتخريب من قبل العصابات الإرهابية عاد للعمل من جديد، ويقول في هذا: كنت أملك معملاً لإنتاج ماء منزوع الشوارد (ماء مقطر) في منطقة بستان الباشا بحلب، وخلال سنوات الحرب تعرض المعمل للسرقة بكامل آلاته وتجهيزاته كمضخات الماء ومولدة الكهرباء والتوربينات والروافع والخزانات، حتى أشرطة الكهرباء سرقة من جدران المعمل، ونحمد الله أن المعمل لم يتعرض للتدمير الكامل، واليوم أعود للعمل من خلال منشأة صغير وبإمكانات عادية لا توازي ما كان قائماً بالسابق، وبحجم إنتاج أقل بالتأكد، وبظروف عمل مختلفة وأصعب، وكانت الصعوبة الأكبر هي بقرار العودة إلى العمل بعد كل هذه الخسارات، وجاءت مكرمة السيد الرئيس لتعطينا الدفع إلى الأمام والأمل في العودة والإنتاج من جديد ولو بأقل الإمكانيات، حيث اعتمدت على التصنيع المحلي في تأمين بعض الآلات وبعضها اشتريته من السوق المحلية (الفلاتر الفيزيائية) ورغم الصعوبات المادية بدأنا بحجم إنتاج متواضع وبعاملين اثنين بعد أن كان لدي عدد كبير من العمال والفنيين والسائقين وغير ذلك في المعمل الأساسي، وسنستمر بمواجهة كل التحديات لنصل إلى إعادة كاملة لمعملنا ونعود لننتج بأقصى طاقة ممكنة ونطرح منتجاتنا في السوق المحلية ونصدر إلى الخارج إن أمكن.

صناعة المفروشات..
وننتقل إلى صناعة المفروشات حيث قال جورج جوزيف بطيخة رغم ما تعرضت له منشأتنا خلال سنوات الحرب من سرقة البضائع والمكنات والمعدات، إلا أننا نعود من جديد من خلال مشروع صغير لتصنيع المفروشات (غرف نوم، أطقم كنبايات، أبواب خشبية، …) رغم كل الصعوبات ومحدودية الإمكانات، وتلقينا المنحة المكرمة المقدمة من السيد الرئيس بشار الأسد، والتي مكنتنا من تأمين احتياجاتنا لكي نرجع للعمل وننتج من جديد.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات