ثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
تمتلك من سحر الإطلالة وفيض الشفافية الكثير، تُضفي على أي عمل تشارك فيه ألقاً خاصاً وحضوراً مختلفاً، مكرسة بصمتها الإبداعية عبر الشخصية المؤداة بإحساس عالٍ، تقدمها معجونة بالروح فتظهر على الشاشة شخصية من لحم ودم ونابضة بالحياة، تسعى في اختياراتها كل مرة إلى امتحان قدراتها الإبداعية مستفزة مكنوناتها الداخلية لتقديم الأفضل والأبقى، إنها الفنانة سلاف فواخرجي التي لا تعرف الاستكانة وتتوق دائماً نحو الأفق الأرحب والأكثر إبداعاً.
تحقق على صعيد الدراما التلفزيونية حضوراً مميزاً في شهر رمضان القادم عبر شخصية ياسمين التي تؤديها في مسلسل (الكندوش) الذي انطلقت عجلة تصويره يوم أمس وتدور أحداثه ضمن إطار البيئة الشامية، وهو من إخراج سمير حسين ونص حسام تحسين بك. عن معالم شخصيتها فيه تشير إلى أن ياسمين أرملة تعيش وسط ظروف البيئة الدمشقية المحافظة في ثلاثينيات القرن الماضي ولديها أولاد صغار، وهي سيدة مختلفة وحقيقية جداً كباقي الشخصيات في العمل، وحول شكل حضور المرأة في المسلسل تقول: لا يتم التركيز على حضورها بشكل منفصل، وإنما نرى حضورها ضمن الأسرة والمجتمع الذي يُقدم بطريقة صادقة جداً بمفاهيمه وقيمه وأخلاقياته التي نلقي الضوء عليها في العمل، إضافة إلى الأسرة والعلاقات التي تربط فيما بين الناس في الحارة، فليس هناك (امرأة ورجل) وإنما هناك مجتمع يُقدم بطريقة صادقة وبسيطة)، وتؤكد أنها ضد الفصل بين رجل وامرأة، ففي النهاية هناك مجتمع يفتش عن حقوقه، لذلك تقف إلى جانب تقديم الأسرة والعلاقات الاجتماعية بشكل عام، وينبغي أن يكون التركيز على هذا الأمر بما فيه من إيجابيات وسلبيات، ودائماً هناك صدق في المشاعر، وضمن الإطار نفسه تجيب الفنانة سلاف فواخرجي عن سؤال (إن دعيتِ لمهرجان خاص بالمرأة هل تشاركين فيه؟) ، قائلة: سبق ودعيت ولكن لم أستطع المشاركة بسبب التزامات معينة، إلا أنه من المؤكد أنني أشارك فيه ولكنني ضد الفصل، فيهمني أن أدافع عن حق الإنسان.
تشير الفنانة سلاف فواخرجي إلى أننا اليوم أحوج ما نكون للأعمال التي تظهر دفء العائلة وأهمية الأسرة لأننا بتنا نفقدها رويداً رويداً، خاصة لدى الأجيال التي نشأت في الحرب، كما أن العمل الدرامي يمكنه إيصال الرسالة أكثر من أي عمل آخر، وحول رأيها إن باتت الرقابة المجتمعية أشد قسوة على العمل الدرامي، تقول: هي ليست رقابة مجتمعية، فالرقابة المجتمعية موجودة عندنا كلنا ونعيشها كأفراد في المجتمع بالطريقة التي لا تستبيح الآخرين، إذ ينبغي أن نكون رقباء حتى أكثر من أي رقابة.
على الصعيد السينمائي تقوم الفنانة سلاف فواخرجي حالياً بالاستعداد لفيلم قادم بعنوان (مدد)، عنه تقول: (الفيلم من إنتاج خاص وتأليف الكاتب سامر اسماعيل، وهو في طور التحضير حالياً ولا تزال الأمور بين أخذ ورد)، أما عن فيلم (تدمر ــ palmyra) الذي كانت شريكة في إنتاجه عبر شركة شغف مع الجانب الروسي، فتقول: بعد إنجاز الاتفاق معهم وعقد مؤتمر صحفي للفيلم في دمشق، توفيت والدتي فلم أستطع أن أُكمل ونتيجة لهذا الظرف كنت في حالة سيئة، كما أن العمل ضمن النطاق السوري بات وجوده أخف ولم يعد بتلك الأهمية التي سبق واتفقنا عليها، وبالنسبة لي كشريكة في الإنتاج لم يعد بمقدوري أن أُكمل مادياً فانسحبت.