ثورة اون لاين – عمار النعمة:
مهرجان للتراث، وآخر للشعر، وآخر يليه للموسيقى، هكذا هي الحياة الثقافية في سورية، تجمع ما بين كل أنواع النشاطات الاجتماعية المختلفة، لتجعل الساحة الثقافية تزهو وتزدهر وتنمو بفعل أبنائها الذين ينشرون الثقافة والمحبة على امتداد الوطن .
نعم .. لا يمل المرء وهو يتابع قوائم أهم المهرجانات والأحداث الثقافية التي تنتظر سورية شهرياً، والتي يقوم على تنظيمها وزارة الثقافة إيماناً منها بدور الثقافة في المجتمع .
لاشك أنه خلال السنوات الأخيرة، ثمة تنام في أعداد المهرجانات الثقافية والفنية التي صارت تقليداً سنوياً في سورية, وربما أصبح يُواكب موجة انتشار التظاهرات الثقافية الفنية أسئلة عن جدواها وأثرها ومدى خدمتها للثقافة. لكنها حسب ظننا أثبتت إنها رسالة ثقافية وحضارية تسمو بالذائقة الجمالية وتزين المشهد الثقافي وتغذي المناطق التي يحصل بها المهرجان .
**(معارض فنية حرفية تراثية في مهرجان طرطوس)
انطلقت في صالة المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس فعاليات مهرجان التراث الشعبي السادس الذي تقيمه مديرية التراث في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الثقافة في المحافظة… وتضمن المهرجان معارض فنية حرفية تراثية وأنشطة وندوات وأمسيات ولوحات تراثية… وشملت فعاليات اليوم الأول من المهرجان افتتاح معارض للحرف اليدوية الحية والمقتنيات اليدوية والتراثية بمشاركة مجموعة من حرفيي المحافظة إضافة إلى لوحات شعبية من تراث سورية وطرطوس قدمتها فرقة أرادوس للفنون الشعبية وأمسية زجلية لفرقة البيلسان بمشاركة عدد من الشعراء.
ويأتي المهرجان لإحياء التراث السوري الذي هو جزء من الجهود الوطنية الرامية للحفاظ على الهوية السورية، والحفاظ على تراثنا من الاندثار والضياع .
(إحياء تراث المنطقة في السويداء)
من جهة أخرى انطلقت في محافظة السويداء فعاليات مهرجان شهبا الثالث عشر للتراث والفنون الذي ينظمه فرع جمعية العاديات بالتعاون مع مديرية الثقافة.
المهرجان افتتح في المركز الثقافي العربي بمدينة شهبا وقد تضمن يومه الأول إقامة 3 معارض الأول لمنتجات زراعية محلية الهدف منه التشجيع على الصناعات التقليدية انطلاقاً من فوائدها الصحية.
الثاني للصناعات التراثية اليدوية وتوالف البيئة حيث تضمن مجموعة من أعمال الصوف وأطباق القش واللوحات باستخدام القماش والأقمشة المعاد تدويرها والأشكال المصنعة بخيوط المكرمة، وكان الهدف من المعرض إحياء تراث المنطقة عبر الفن وتوظيف مواد كانت تستخدم قديماً في البيئة المحلية ضمنها.
في حين تضمن المعرض الثالث مجموعة لوحات فسيفسائية إضافة لفقرتين تراثية قدمتها فرقة لجنة شهبا لجمعية العاديات وفنية لأطفال روضة المستقبل تعبر عن حالة التعاون بالمجتمع والتمسك بالأرض.
ويؤكد القائمين على المهرجان أنه انطلاقاً من إيمان وزارة الثقافة بأهمية التراث وواجبها لحمايته وصونه وتقديم الدعم لكل الفعاليات العاملة في مجاله جاء هذا المهرجان ليبقى منارة تنير درب الأجيال نحو المستقبل وذاكرة حية من تاريخ أجدادنا وما قدموه من تضحيات في سبيل الوطن.
(ساحة لإلقاء الشعر في درعا)
أما مهرجان أبو تمام الذي انطلق بنسخته السابعة وذلك في صالة المركز الثقافي العربي بمدينة درعا جاء احتفاءً بهذا الشاعر ذائع الصيت وصاحب المكانة المرموقة بين شعراء عصره, فكان ساحة لإلقاء الشعر الجميل حيث شارك في فعالياته كوكبة من الشعراء السوريين من مختلف المحافظات وألقوا قصائد تنوعت بين الغزل والفخر والوجدان ولم تخل بعض القصائد من الاتكاء على الموروث الشعري المميز لأبي تمام.