لم يستفق العالم بعد من هذيانه خلف الانتخابات الأميركية.. وما زال الفوهرر ترامب يعدهم بصور متبدلة للكابوس الذي أدركهم، أكانوا دولاً قزمة أم دولاً لها حسابها.
كثيرون تواضعوا و تصنعوا الحكمة وقالوا: سيان أكان “ترامب” أو “بايدن” أو غيرهما.. هي أمريكا.. وهذا يعني في إحدى صوره.. الإفلاس وإعلان الاستسلام .. تحت اعتبار: ينجو منها من وضع يمينه قي الركاب الأميركي.. وخاسر من خسر الرعاية الأميركية المزعومة.
لكن المشكلة مع هذا العالم المستسلم أن أميركا ومعها الفوهرر ترامب ليست بمانحة الأمان لأحد إلا أميركا أولاً ومن لديه القدرة لإعطاء أمريكا.. هذا ما قاله الفوهرر علناً.. ولا حاجة لتحليل والاستنتاج..
صرخ بالجميع: ماذا لديكم تقدمونه.. إن لم تقدموا المال..؟! ماذا لديكم غير المال.. أكثر من ذلك.. ماذا في بلادكم غير المال..
هي الحالة نفسها التي يولد فيها قادة من رحم الأزمة التي تعيشها الطبقات المسيطرة.. إن لم يولد منها هتلر وترامب.. سيولد غيره بالتأكيد.. ليخلق حالة الفصد وتسييل الدماء لمعالجة التورم الخبيث المدمن لدى الرأسمالية وخصوصاً بشكلها الامبريالي..
و مثلما جاء هتلر ومن الفحش الرأسمالي الإمبريالي ليفجر الأزمة في شعوب العالم.. كذا جاء ترامب.. الفرق.. هو في حدود المعرفة الواضحة التي يمكن أن توصل لليقين بالتجربة المعاشة.. نحن نعرف إلى أين وصل هتلر ومعه النازية.. وليس واضحاً لنا إلى أين يمكن أن يصل ترامب.. ومعه العنصرية الحقيقية دون احتمالات.. فلا يبدو أبداً أن ترامب استسلم.. وإن حصل فلكي يفسح المجال أمام هتلر جديد يكمل المشوار.. ولكي تكون نهاية انتصار لا هزيمة..
يرفض ترامب الاعتراف بالهزيمة.. وهو يعرف أنه جزء من مشوار طويل في ملحمة السيطرة على العالم واستعباد البشرية..!! كذلك هو يعلم أن على من يخلفه أن يكمل المشوار.. أو.. هو يفتح لنفسه صفحة في سجل النسيان.. وفي كل الأحوال هو لم يستسلم.. وهذا بصراحة مرعب للبشرية.. أو يجب أن يكون مرعباً..
فما للعالم في هذيانه خلف الانتخابات الأميركية..
يعيش العالم حالة السؤال: هل استنفذ ترامب بهذه السرعة..؟؟!!
هو إما أن يكون استنفذ وعليه أن يترك الساحة لخلفه.. وأما أن يتجلى بصورة أخرى تقربه أكثر من السيطرة على العالم.. أو النهاية أمام التحالف البشري الإنساني..
معاُ على الطريق – أسعد عبود