ليس ترامب وحده من يكذب بل، يبدو بشخصيته الانفجارية أقل قدرة على مجاراة السياسة الأميركية القائمة على الخداع و(لعبة الكرة والكؤوس الفارغة) التي ملأها تضليلاً كل من جيمس جيفري المبعوث الأميركي السابق وباقي المشجعين لبقاء الاحتلال الأميركي في سورية.
فالرجل أي جيفري قالها دونما تردد..خدعنا الكونغرس والرئيس فعن أي انسحاب من سورية تتحدثون؟!.
إذا كانت أعداد الجنود الأميركيين التي تحتل في الشمال السوري قابلة للتزوير في أضابير السياسة الأميركية فما مقدار الكذب فيما تبقى من أعداد في الدول الأخرى وهو مقدار النفاق ما يطلق من تصريحات وأرقام ومعلومات بدءاً من تاريخ قريب على الأقل في أحداث 11 أيلول وبوش (الحرب على الإرهاب)…وحتى اللحظة تقود (الديمقراطية) الأميركية العالم إلى هاوية الجوع والصدامات !!.
تتراوح الإحصاءات حول عدد الكذبات التي أطلقها ترامب من 3000 كذبة إلى 25 ألف خلال فترة ولايته والمؤشر قابل للصعود والهبوط بحسب بورصة تسليم السلطة لجو بايدن.. ولكن… هل نحتاح إلى انتخابات أميركية أخرى حتى نكشف المستور في السياسة الأميركية؟..الأكثر خطورة أن جو بايدن (ظل باراك أوباما) هادئ في التصريحات لدرجة أنه لم يتباه بفوزه بالانتخابات، بل قرر امتصاص النجاح وسط عاصفة خسارة ترامب .. لكن هل للعملة الأميركية أكثر من وجهين؟!.
بايدن لا يختلف عن ترامب سوى أنه أكثر براغماتية في سلوكه وليس في سلوك الإدارة الأميركية وما بدأه ترامب سيستمر به بايدن الأكثر خبثاً..
يبدو أن الولاية الأميركية القادمة هي ولاية اللعب بأوراق ترامب بطريقة دبلوماسية خبيثة.. فتركة الرئيس الأميركي السابق كبيرة جداً من حيث أوراق الضغط وأدواته على المنطقة والعالم.
لن نستبعد حدوث (قبلة يهوذا الأميركي)على خد العالم والدول مرة أخرى بشفاه بايدن بعد تكشير ترامب عن أسنانه مطولاً، فالفائز الحالي بالبيت الأبيض يتحرك بأوراق ترامب من قانون قيصر والتطبيع، لكنه سيضيف المقايضة بالاتفاقات..لن تتغير السياسة الأميركية بل ستنزاح سنتمتراً واحداً فقط باتجاه التفاوض وتبقى المساحة الكبرى للوحشية… والدليل..أنه لا تغيير .
حتى الأمس لم يصدر عن بايدن أي مصطلح للسلام، بل استمر انتقام الإدارة الأميركية سواء بالدفع لإفشال مؤتمر عودة اللاجئين في سورية والتعتيم عليه والذي انعقد رغماً عن أنف الإدارة الاميركية، وبلغت الوقاحة حد التغريد الأميركي بالحديث عن رغيف الخبز السوري الذي طالما أطلقت واشنطن عليه رصاص الحرب والحصار واللعب باقتصاد دول الجوار.. والأكثر من ذلك هي القضية الفلسطينية التي غابت عن أجندة بايدن ولو حتى بإعطاء إشارات بضرورة إعادتها إلى مسار المفاوضات… تخيلوا أن معهداً إسرائيلياً للدراسات كشف عن ضرورة تشكيل جبهة خليجية وعربية تمد سجاد المضي بسياسة ترامب تحت أقدام بايدن…
يتحفظ الرئيس الأميركي الفائز حتى الآن بتصريحاته ويتباهى بنقاطه الانتخابية التي يضغط بها على ترامب للعب آخر خطوات جنونه والتلويح بضرب إيران.. فكل ما يفعله ترامب حالياً في الوقت المستقطع هو شك للتوفير في حساب بايدن السياسي.. طالما أن الجحر الأميركي واحد لأفاعي البيت الأبيض.
نبض الحدث – عزة شتيوي