لا نستعيد ذكرى، ولا نقدم جردة حساب، لندلل على عمق الإنجازات التي تحققت في ظل التصحيح، وإن كانت جردة الحساب تقدم معطيات بشكل مباشر وبأرقام ووقائع، هي الأرض منجزات حقيقية، لكن ما يجري على سورية من عدوان إرهابي تكالبت فيه قوى العدوان، في أحد وأهم أسبابه وأبعاده أنه جاء محاولاً تدمير كل ما رسخته وأنجزته سورية في الداخل والخارج من مقومات الفعل والعمل، وترسيخ الدور الفعلي في رسم المشهد العربي والعالمي، والتصدي لمخططات العدو الصهيوني.
الحركة التصحيحة التي آمنت أن الإنسان غاية الحياة ومنطلقها، وعلى هذا المبدأ كانت الانطلاقة الواثقة فعلاً قبل القول، على أرض البذل والعطاء، واستعادة كرامة الإنسان العربي التي أهدرها عدوان حزيران، وكانت إشراقة النصر في تشرين نقطة التحول نحو الغد العربي، ولكن ثمة من عمل على اغتيال هذه الإشراقة وحاك المؤامرات.
ما حققته سورية في ظل التصحيح، ازداد عمقاً وقوة في ظل مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وهي تحمي وتصون الأمن العربي الثقافي والاجتماعي، على الرغم من كل ما نراه في المشهد السياسي من مؤشرات قد توحي أن ثمة صدعاً قد حدث، فالأنظمة العربية ليست هي التي تحدد مسير الفعل نحو الغد، بل الشعب العربي، الذي له في كل مسيرة التصحيح والتطوير نصيب ومكانة في المشهد كله.
التصحيح مسيرة لا تقاس بنصف قرن من الإنجاز، بل بمقارنة الفعل الذي نراه اليوم على أرض الواقع، وقدرة سورية على مقارعة العدوان، والثبات في معركة الغد، وهي تمضي اليوم نحو المزيد من الفعل والنصر والتضحية، وما يرسمه التصحيح والتطوير والتحديث هو فعل الإنجاز والقدرة، والعالم كله يشهد على ذلك كله.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن