الثورة أون لاين – عمار النعمة:
أقامت مؤسسة وثيقة وطن اليوم فعاليات الإعلان عن نتائج ” جائزة حكايتي ٢٠٢٠” لأفضل قصة واقعية قصيرة في مكتبة الأسد بدمشق بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والفكرية والإعلامية وممثلي قطاعات المجتمع والأعمال ومتطوعي المؤسسة وضيوفها المهتمين داخل سورية ومن البعثات الدبلوماسية والثقافية العربية والأجنبية العاملة بدمشق.
في البداية تم عرض فيلم تعريفي بعمل مؤسسة وثيقة وطن … حيث أطلقت وثيقة وطن جائزة حكايتي في عام ٢٠١٩ بهدف نشر وتعميق الوعي بالتأريخ الشفوي وإغناء أرشيف المؤسسة بالروايات التي تحكي وقائع شهدها كتابها بأنفسهم وذلك وفق القواعد المعيارية لحماية الخصوصية التي تتقيد بها المؤسسة.
ونظراً لنجاح الجائزة في عام ٢٠١٩ فقد قرر مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن جعلها جائزة سنوية.
في عام ٢٠٢٠ ورد إلى المؤسسة ٨٠٠ قصة مكتوبة وصوتية مسجلة باللغة العربية خضعت للتحكيم من قبل لجنة تحكيم مستقلة وفق معايير ثلاثة: موضوعية سرد الأحداث الواقعية، والمغزى الإنساني، ورقي التعبير والصياغة، وتوصلت لجنة التحكيم إلى انتخاب أفضل ١٢ قصة موزعة على أربع فئات عمرية منحت جوائز وفق سويات ثلاث: ذهبية وفضية وبرونزية .
وقالت الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس الأمناء في كلمة لها: نجتمع اليوم لنستمع إلى نبضات من عايشوا عدواناً إرهابياً غير مسبوق على مدنهم وقراهم ومنازلهم وأهليهم فواجهوه بالصبر والثبات والإيمان أنهم منتصرون، وأن العدو هو المندحر لا محالة، واجهوه بالمحبة والتعاون والتراحم والتكاتف، فأصبحوا جميعهم مسلمين وجميعهم مسسحيين وجميعهم حملة القرآن والأنجيل لأنهم أدركوا أن تراحمهم ولحمتهم المجتمعية وعيشهم المشترك هو المستهدف أولاً وأخيراً.
نجتمع اليوم لنستمع لشذرات من حكايات أبطال مجهولين قاوموا الفكر التكفيري بوعيهم الوطني وتحدوا الإرهاب والقتل بالشجاعة السورية المعروفة، وتصدوا للاستهداف الطائفي والعرقي كل بطريقته ولكن لهدف واحد سام وهو أن يبقى الجميع بخير وأن يبقى الوطن بخير حتى وإن قضى هؤلاء الذين ضحوا واستماتوا كي ينقذوا الآخرين.
نجتمع اليوم لنحتفي بكوكبة من مشاريع شهداء وجرحى استكملوا بعزيمتهم وتضحياتهم بطولات الجيش العربي السوري وتضحيات الحلفاء والأصدقاء الذين صمموا على ألا يسمحوا للغزاة وأدواتهم أن يستقروا على هذه الأرض الطيبة الطاهرة .
نجتمع اليوم لنحتفي ليس فقط بالفائزين والفائزات بجائزة حكايتي لهذا العام، ولكن لنحتفي بالمئات ممن لبّوا دعوتنا لكتابة الأحداث التي شهدوها، ووثقوا بنا وكتبوا إلينا قصصهم الغالية من كل بقاع سورية، ونعدهم جميعا أن كل قصصهم ستكون محط تقدير واعتبار وتعامل جدّي في وثيقة وطن كي ننسج منها رواية متكاملة تروي هذه الأحداث الجسام، ونترجمها إلى لغات عالمية لتعلّم سورية العالم درساً جديداً في وحدة الأديان ووحدة الشعب ووحدة الوطن ووحدة المصير، وأن كل من ساهم في هذه التجربة هو فائز لأنه مشارك حقيقي في رواية ما عايشه لأولاده وأحفاده وللباحثين في المدارس والجامعات، ولصانعي الأفلام وكتّاب السيناريوهات الذين سينهلون مما نسجله اليوم من تأريخ وتوثيق لكل ماعاناه الشعب السوري، ولكل وسائل التصدي التي اجترحها من إيمانه وتجذره في الأرض وعبق تاريخها.
واختتمت الدكتورة شعبان كلمتها: أعلم أننا نتصدى لمشروع وطني كبير يحتاج إلى المؤمنين به، والمتطوعين لخدمته وإلى سنوات ربما، ومئات الباحثين ليكشفوا عن كل أوجهه التعليمية والثقافية والفنية المحتملة والممكنة وما كان لنا أن نفعل ذلك لولا مباركة السيد الرئيس بشار الأسد لهذا المشروع أولاً ولولا حماس واندفاع مجموعة من الباحثين والباحثات المؤمنين بهذا الوطن وعزته، ولولا دعم الذين آمنوا بالفكرة وبضرورة انضاجها وتغذيتها بكل السبل الممكنة .
وفي ختام الحفل قام كل من السيد وزير الإعلام الأستاذ عماد سارة، ووزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة سلوى عبدالله والدكتورة بثينة شعبان رئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن ومحافظ دمشق السيد عادل العلبي بإعلان النتائج وتسليم الجوائز .. إضافة إلى تكريم وشكر الجهة الراعية