التسول لا يتراجع

 

وجود المتسولين والمشردين بأعداد كبيرة في المجتمع يكون صادماً وباعثاً على الحزن و الألم, ودليل على أن هذا المجتمع يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً والأزمة أو الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية تركت آثارها السلبية على مناحي حياتنا كافة والتشرد والتسول من مفرزاتها .
تنامت هذه الظاهرة على أبواب المساجد، والجامعات، والمقاهي، وضمن الأسواق،الى حد كبير في الاشهر الاخيرة , وخاصة بين الأطفال والنساء والشيوخ – على الرغم من صدورالقانون رقم 8 للعام 2019، والذي شدد من العقوبة المتعلقة بمعالجة ظاهرة التسول الواردة في قانون العقوبات الصادر عام 1949، ، لتصبح الغرامات متراوحة بين 10 آلاف حتى 100 ألف ليرة سورية، والحبس من شهرين حتى ثلاث سنوات كحد أقصى , وعلى الرغم من تفعيل مكاتب مكافحة التسول في مختلف المحافظات – بسبب الفقر وغلاء المعيشة وتفشي البطالة وتدني القوة الشرائية .

فمازلنا نرى الكثير من الأطفال في عمر الورود على شارات المرور مثلا وهم يحملون في أيديهم علباً للبسكويت أو العلكة ,وهذه العلب تكون حالتها مزرية وأغلب المشترين لا يأخذون ما يشترونه بل يلقون النقود لهؤلاء الأطفال على سبيل العطف والشفقة وهناك اطفال اخرون يقومون بمسح زجاج السيارات أي نوع جديد من التسول و يمكن إدراجه تحت بند عمالة الأطفال .

يعتبر الأطفال المتسولون الحلقة الأكثر تعرضاً للخطر من بين المتسولين بشكل عام، لأنهم اكتسبوا أسوأ العادات كالسرقة والتدخين واشتمام الشعلة، ويتعرضون غالباً للاعتداءات الجنسية، وشهدت بعض المحافظات حالات اختفاء العديد من هؤلاء الأطفال، ويرجح البعض سبب اختفائهم إلى الخطف من قبل عصابات تتاجر بأعضاء البشر.

 

إذاً ظاهرة التسول هي في تزايد مطرد , و بدات تاخذ اشكالا ومظاهر عديدة والدليل أن اعداد المتسولين والمشردين المقبوض عليهم والذين اودعوا في دار تشغيل المتسولين قليل جدا ، مقارنة مع اعداد المتسولين الموجودة في شوارع المحافظات كافة.

هذه الظاهرة يجب تحجيمها او التخفيف منها قدر الامكان وذلك بتحسين الوضع الاقتصادي وتحسين دخول الناس بشكل عام و ايجاد فرص عمل حقيقية لهم , وإعادة الناس المهجرة إلى قراهم و بلدانهم و مدنهم التي طهرها الجيش العربي السوري من الارهابيين , لأن هناك عشرات الالاف فقدوا أرزاقهم ومنازلهم نتيجة الحرب القذرة التي شنت على سورية ,ووجد الكثير منهم أنفسهم مرغمين ومضطرين لدفع أولادهم إلى الشوارع للتسول حتى لا يموتوا جوعاً.
بكل الأحوال ظاهرة التسول والتشرد ظاهرة عالمية تعاني منها معظم دول العالم غنيها و فقيرها ولكن بدرجات مختلفة لذلك لايمكن القضاء عليها بشكل نهائي مهما اجتهدنا بل يمكن تحجيمها الى الحد الادنى .

عين المجتمع – ياسر حمزه

 

 

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض