عشر سنوات من الحرب الإرهابية التي شُنت على الشعب السوري واستهدفت مقومات وجوده وصموده وثباته في وجه رفض تمرير الاجندات الاستعمارية، لم ينضب فيها مخزون الارهاب العالمي الذي فُخخت أجنداته في غرف الشر السوداء فهو ذخيرة العدوان ووسيلة التمادي والتطاول على سيادة الدول وزعزعة استقرارها.
فإناء العربدة الأميركية لا يمكن له الا ان ينضح بالإرهاب وإن غيرت اداراتها لبوسها من جمهوري الى ديمقراطي لا فرق، فأجندات الهيمنة واحدة، والجموح للسيطرة وتمدد النفوذ الاستعماري في منطقتنا ذاتها، وان اختلفت الطرق وتنوعت الاساليب، طالما أن محراك الشر الصهيوني هو من يقود دفة الفوضى الارهابية والتعديات في المنطقة، فسيسعى محور العدوان على الدوام لاستيلاد ارهابيين جدد وتعويم ادوات وظيفية جديدة واختلاق فبركات ليسوغ ما يقوم به من خرق مفضوح للقوانين الدولية، والغايات واضحة وغير مبهمة من وراء ذلك الا لمن في عينيه رمد اميركي وغشاوة خداع وتضليل وينساق بسذاجة وراء شعارات الدجل.
عشر سنوات من الحرب المعلنة على الدولة السورية ولم تخفت فيها نيران الاستهداف العسكري و السياسي والاقتصادي بل على العكس زاد صخب الافتراءوالفبركات والتهم الباطلة ضدها في المحافل الدولية مع كل انجاز تحرزه سواء كان تحريراً لأراضيها او نسفاً للمخططات المشبوهة ، فكلما بلغ الانتصار السوري في ميادين الاشتباك والمواجهة وفي حلبات السياسة ذروته البيانية ارتفع منسوب الحقد والغيظ لدى محور العدوان وزاد السعار العدواني لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري للتحرير ووضع عصي التعطيل في عجلة التعافي التدريجي التي قطعت بها الدولة السورية اشواطا كبيرة بعد نفض غبار الفوضى الارهابية عن المدن والبلدات التي تم تحريرها.
فدول محور العدوان التي اوقدت فتيل الحرب الارهابية على الشعب السوري لتستثمر في الفوضى المحدثة من تبعات التأجيج العدواني، لا تريد ان تطفئها وان اطفأ الميدان اكثرها، بل تراهن على اخر رمق ارهابي على الجغرافيا السورية لقلب معادلات المواجهة وتستميت بكل ما تمتلك من وسائل ترهيب وتماد على القوانين الدولية لإبقاء المشهد السوري مشتعلاً .
المتابع لانعكاسات مشهد النصر السوري المتصاعد يدرك ان اسباب الحالة الهستيرية التي انتابت قوى العدوان وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب تتمثل بالفشل تلو الأخر الذي منيوا به وسيمنون به تباعا على كامل التراب السوري ، فأن تنتصر الدولة السورية في السياسة والميدان بعد كل المؤامرات التي حيكت ضدها وزوابع التأليب والتجييش التي اثيرت في المحافل الدولية للنيل من صمودها والتشويش الكبير الذي مورس لتشويه الحقائق وان يملك جيشها زمام الحسم في اي معركة يفرد خرائطها ليس بالأمر الهين على عتاة الارهاب الدولي، بل هي بمدلولاتها ومعانيها اعلان مدوٍ عن الاخفاق الكبير للاستراتيجية الاستعمارية تصل حد الهزيمة وان كابروا غطرسة.
حدث وتعليق – لميس عوده

السابق
التالي