الثورة أون لاين – رنا بدري سلوم:
” الجيل الرابع للحروب وجيوشه الثقافية والإعلامية ” عنوان الندوة الثالثة التي أقامها ثقافي أشرفية صحنايا يوم أمس ، اختتم بها الندوة الفكرية المركزية بإشراف مديرية ثقافة ريف دمشق بمناسبة يوم الثقافة وأعياد التشرينين ، تحت رعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة لمدة ثلاثة أيام بدءاً من تاريخ التصحيح المجيد 16 /11/ 2020 .
حاضر الدكتور خلف المفتاح المحور الأول ” بين السياسة والثقافة ” فشرح مطولاً قضية الوعي الثقافي والسياسي وما لعبه في نصف القرن الماضي وتاريخ نشوئه ، وما سببه من جدلية ، والفرق الواضح بين السياسة والسلطة التي كانت على علاقة سيئة مع الثقافة ، وقد استعرض الدكتور المفتاح أنواع المثقفين وارتباطهم مع الحراك الثوري والثقافي عبر التاريخ مستعرضاً الأحداث والحروب ، وما خلفته في تلك الفترة من تغيير في الرأي العام الشعبي، ونهوض المجتمع وراء الفكر الفلسفي التحديثي والاستبداد الديني وتحرير العقول ، فكان من خلاصة القول إن المسألة الثقافية خط إنتاج اجتماعي عبر سياق تاريخي في بناء أمة فكر ، وسورية حريصة على مثقفيها الوطنيين فكما قال الرئيس الخالد حافظ الأسد : ” المثقف ضمير الأمة ” .
بينما تناولت الدكتورة نهلة عيسى المحور الثاني ” مهام إعلامنا الرئيسية في ظل الحرب الإعلامية الكونية ” أكدت فيه أن الإعلام صناعة تغير إنتاج الواقع ولا تنقل الواقع ، وهي بيد من يمول الإعلام ويسيطر عليه ، لذا أصبح الإعلام اليوم بديلاً عن الحواس ، وهو اليوم يقود حرباً كونية ، مبينة عيسى أن ما حدث في سورية مخطط له منذ عام 2006 من خلال تدريبات فرق إعلامية تحت إشراف المخابرات البريطانية ، لصناعة رأي عام وإعلام ما يسمى بالمعارض ، مستعرضة القنوات التي فشلت في محاولة إسقاط سورية من خلال برامج إعلامية وفنية نفذت قبل تاريخ ما سمي بالثورة في سورية ، مشيرةً إلى ما يحدث من فوضى في إنتاج القنوات الخليجية لدراما تجحف بحق المرأة وتغير التاريخ وتشوه الحقائق ، ومع كل ذلك استطاعت سورية أن تقف بالمرصاد أمام أكثر من 150دولة في العالم هدفها استهداف العقل السوري من خلال عين الإعلام .
أدار الندوة التي أقيمت الساعة الخامسة في قاعة المحاضرات في بلدية أشرفية صحنايا الأستاذ أنور رجا وقدمتها الإعلامية سنا الصباغ .
في حين تناولت الندوة الأولى عنوان “الثقافة ودورها النهضوي والتغييري ” والتي أقيمت على مدرج قصر الثقافة في دير عطية الساعة الحادية عشرة صباحاً متضمنة المحاور التالية : ” أي ثقافة نريدها في ظل الهيمنة الامبريالية ؟ ” ألقاها الأستاذ نبيل نوفل الذي أكد على التمسك بالثوابت الوطنية وحاجة سورية للثقافة الجامعة وأهمية تعزيز المواطنة وثقافة المقاومة وثقافة النقد والتحليل الصحيح ، لمواجهة التحديات والمشاريع الإمبريالية التي استهدفت المواطن السوري خلال الحرب الشرسة على سورية .
بينما تناول المحور الثاني ” الفكر العربي وإشكالية الهوية والمواطنة ” عنوان محاضرة الدكتور علي دياب الذي استعرض مطولاً تعريف الفكر العربي ومراحله التاريخية بمراحله الخمسة من نهاية القرن التاسع عشر مروراً بالحربين العالميتين ، واتفاقية سايكس بيكو ، ونشوء دولة الكيان الصهيونى وصولاً إلى آخر مرحلة بعد السبعينات ، أي بعد وفاة جمال عبد الناصر وتسلّم السادات إلى أن استطاع القائد الخالد حافظ الأسد أن يسد الفراغ الذي تركه عبد الناصر فأُطلق عليه لقب بسمارك العرب وأيضاً سُمي ديغول العرب وفقاً لما ذكره دياب .
أما المحور الثالث ” العولمة ونهجها الثقافي الاقتصادي ” تحدث فيه الدكتور عطية مسوح عن ماهية العولمة وتعريفها وأوضح التعريفات في الأدبيات الغربية وأدبياتنا العربية أيضاً .. فبيّن أنها مرحلة طبيعية من مراحل تطور النظام الرأسمالي الذي مرّ بثلاث مراحل ، مرحلة النشوء والنمو وعنوانها ” فلسفة العقل ” ومرحلة الترسيخ والانتشار ، ومرحلة العولمة وتوجهها ونهجها الثقافي والاقتصادي .
أدار الندوة الأديب منهال الغضبان .
يذكر أن الندوة الثانية أقيمت في ثقافي قطنا أدارها الأستاذ نبيل صالح وتضمنت عنوان ” الإدارة الخفية للعولمة الامبريالية ” ، حيث تناول الدكتور سليم بركات المحور الأول ” بين التلمودية والماسونية “، والدكتور علي الشعيبي المحور الثاني” المنتج الظلامي للإدارة الخفية وكيفية مواجهتها “، والمحور الثالث ” التضليل الفكري وأدواته الإعلامية ” للدكتور سمير أبو صالح .
فبجهود حثيثة من مدير مديرية ثقافة ريف دمشق السابق الأستاذ غالب الزعبي قد أتمت الندوة الفكرية المركزية أيامها الثالثة بنجاح والتي استقطبت المفكرين والباحثين والأدباء حضوراً ومشاركين في إحياء الفكر الثقافي بمناسبة يوم وزارة الثقافة وأعياد التشرينين