اعتاد الرؤساء الأميركيون ممن يخرجون من البيت الأبيض بعد دورة واحدة أو دورتين أن يكتبوا مذكراتهم التي تتناول ما يمكنهم الكشف عنه خلال فترة إدارتهم وهو بالتأكيد ليس الجزء المهم مما يجري في كواليس صنع القرار بدءا من البيت الأبيض إلى مستشار الأمن القومي والخارجية والبنتاغون..
أوباما الذي أصدر مذكراته منذ أيام وبدأت وسائل الإعلام تتناقل الكثير مما جاء فيها وهو بمعظمه يصب حول ما سمي زورا وبهتانا الربيع العربي..
ولم يكن مفاجئا أبدا أن يقدم الكثير من الوقائع التي تدل على استسخاف أوباما وإدارته للتُّبع الذين نفذوا كل ما أمرت به الإدارة الأميركية..
أن يقول أوباما إنه أصدر أمر الحرب على ليبيا من خلال هاتف بيتزا.. فهذا يعني بكل بساطة أن الرسالة التي يريد لها أن تصل فقد وصلت…تحمل شقين أساسيين أن التُّبع ليسوا سوى مأجورين عليهم التنفيذ وتقبل الأمر وتنفيذه كيفما صدر..
والثاني أن العالم لعبة أميركا كما تريد حسب ما تريده مصالحها..
ومما لاشك فيه أن أوباما لم يسرد إلا جزءاً يسيراً مما جرى وربما بعد عقود من الزمن تتكشف فيه الكثير من المعطيات ومن الملاحظ أيضا أن مسؤولي الإدارة الأميركية بدءا من الوزراء إلى الرؤساء يحاولون بعد خروجهم من مناصبهم أن يقدموا صكوك براءة من كل ارتكبوه من جرائم بحق الإنسانية…هل نذكر ببيل كلينتون وجورج بوش وغيرهم ..
واليوم أوباما وفيما بعد بالتأكيد سيأتي دور ترامب وينتقم من كل من كتب عنه..
رؤساء أضخم الإمبراطوريات يوثقون أكاذيبهم ورقاً لأنه السجل الذي يمكن العودة إليه..
ومن ضمن هذا التوثيق أكاذيب يروونها كما روى أوباما الكثير من الأكاذيب على سورية وهو لا يريد لها أن تنتهي أو تتكشف يوما ما ويعرف العالم أنها فعلاً أكثر من أكاذيب..
والمفارقة أن الكثيرين ممن يعملون في الإعلام العربي يتناقلونها وكأنها حقيقة..ويبنون عليها الكثير من التحليلات التي تصب فعلا في خدمة صكوك البراءة الأميركية..
إنها لعبة التزوير الكبرى التي تريد طمس كل حقيقة..ويا للأسف معظم الإعلام العربي مازال يمضي في ركب الشيطان الأميركي.
البقعة الساخنة.. ديب علي حسن