في الوقت الذي كان فيه مركز التنسيق الروسي في حميميم يحصي أن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة، المدعومين من النظام التركي، نفذوا واحداً وثلاثين اعتداء إرهابياً جديداً في منطقة وقف التصعيد بإدلب، كانت الأخبار تتوالى عن قيام مرتزقة هذا الاحتلال في الجزيرة السورية بنهب كنيسة (مار توما) في منطقة رأس العين بريف الحسكة.
والسؤال الذي يشير إلى سهم بوصلة هذه الجرائم، التي تصنف جرائم حرب وعدوان وجرائم ضد الإنسانية، هو: ما الذي لم تفعله هذه القوات المحتلة وإرهابييها بحق السوريين بعد؟ وأين هي المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان من جرائم القصف والقتل والتهجير التي يقوم بها هؤلاء الإرهابيون ومشغلوهم، وأين هي تلك المنظمات المعنية بالتراث الإنساني من كل ما يجري من سرقة للآثار وتدمير للحضارة الإنسانية على امتداد الجغرافيا السورية؟!.
مع كل أسف مازالت المنظمات الدولية السياسية والحقوقية، وحتى الثقافية، تغط في سبات عميق وكأن ما يجري في سورية لا علاقة لها به، وهي لا تتحرك إلا عندما تطلب منها واشنطن التحرك لغايات في نفسها وأجنداتها.
أما أهمها، أي مجلس الأمن الدولي، الذي يفترض به أن يتحرك بشكل عاجل للقيام بمهمته، وهي حفظ الأمن والسلم الدوليين فلا نراه يجتمع أو يصدر البيانات إلا في حال استنفار واشنطن والطلب منه ذلك، ولكن لمهام أخرى تمس دولاً أخرى أو لمحاولة إدانة سورية بأكاذيب أميركية ومسرحيات خبرها العالم جيداً.
والمفارقة الصارخة هنا أن الأمم المتحدة ومؤسساتها تعلم جيداً أن التنظيمات الإرهابية، التي ترتكب جرائم القتل والإرهاب والتهجير وسرقة الآثار اليوم، ارتكبت قبل ذلك مئات الانتهاكات مثل سرقة محتويات كنيسة مار توما لتهريبها إلى الخارج بغطاء من سلطات النظام التركي.
كما أن هذه المؤسسات الدولية تعلم جيداً أن الإرهابيين قاموا عشرات المرات بسرقة الآثار السورية وتهريبها والمتاجرة بها، لكن مع كل أسف بقيت هذه المؤسسات التي يفترض أن تتحرك لوقف هذه الجرائم الموصوفة عاجزة بل وتتفرج عليها ولا تنبس ببنت شفة حيالها، فلم نسمع إدانة لها، أو دعوة لإيقاف جرائمها وإرهابها بحق السوريين، ثم بعد ذلك كله نراهم يتحدثون عن حمايتهم للتراث الإنساني وحرصهم على حقوق الإنسان وغيرتهم على الإنسانية!!.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة