الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
تستمر فعاليات احتفالية أيام الثقافة السورية المقامة تحت عنوان” ثقافتي .. هويتي” لليوم الثاني الذي ضم في أجندته افتتاح معرض شامل لإصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب في بهو مكتبة الأسد الوطنية برعاية وحضور د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة، وبحضور د. ثائر زين الدين مدير الهيئة والعديد من الأدباء والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي.
وتلا افتتاح المعرض حفل إعلان جوائز وزارة الثقافة، حنا مينة للرواية، سامي الدروبي للترجمة، عمر أبو ريشة للشعر، والقصة الموجهة للطفل، واللوحة الموجهة للطفل، وتكريم الفائزين ولجان التحكيم.
وبين د. ثائر زين الدين الذي بدأ تصريحه بمقولة فولتير” ليت الكتب تحكم العالم” وقال: للأسف أن الكتب لم تستطع أن تقوم بهذا الدور، ولكن طموحنا أن تسهم الكتب في إنقاذ الإنسان وأن تبني الثقافة والهوية لدى المواطن.
وأضاف: افتتحت هيئة الكتاب العديد من المعارض في نوافذ البيع في المراكز الثقافية وفي جامعة دمشق ومكتبة الأسد بنسبة حسوم تصل إلى 60% ويضم كل منها نحو 900 عنوان من الروايات والدراسات والكتب المترجمة والدوريات.
جسدت مرارة الواقع .. وآلامه
وأوضح الأديب عبد الكريم ناصيف عضو لجنة تحكيم الرواية أن النصوص المشاركة جاءت لتجسد الواقع الأليم الذي نعيشه بكل ما فيه من آلام وصعوبات، وتهيمن عليها في أغلبها موضوع الحرب وما جرّته من كوارث وويلات، فمنهم من تناول قتل الناس الأبرياء، ومنهم من تحدث عن تدمير المدن والقرى لتصبح مساكنها أنقاضا، وآخرون تحدثوا عن فظاعات الدواعش وترويعهم للناس، وتطرق البعض بالحديث عن الغربة تارة والفساد في أحيان أخرى.
وعن روايته الفائزة بالجائزة الأولى قال رشيق سليمان إنها تتحدث في قسمها الأول عن الجري وراء أوهام الأحلام، بينما يحكي القسم الثاني عن المفقودين الذين لم يعودوا بعد انتظار طويل.
بينما تحدثت رواية بوران عربش عن انهيار الأخلاق والآثار النفسية التي خلفتها الحرب، لتصل أنه رغم كل الصعوبات يبقى الوطن شامخاً.
اختيار الموضوع الأكثر أهمية
ويبين د. وائل بركات عضو لجنة تحكيم لجائزة سامي الدروبي أن أهم المعايير التي اعتمدت في تحكيم الأعمال، العناية بالترجمة ودقتها وأن يتقن المترجم اللغة الأم للمصدر واللغة الهدف” اللغة العربية” هذا إلى جانب الشروحات والإضافات التي يقدمها المترجم من أجل استيعاب الفكرة التي أرادها النص الأصلي.
المعايير جميعها واختيار الموضوع المهم في لغته الأصلية والذي يشكل قيمة مضافة للقارىء العربي، هو الذي يحدد الفائزين بالجوائز الثلاثة، وقد كانت الجائزة الأولى من نصيب د. محمد عرب صاصيلا، والجائزة الثانية للدكتور نزار عيسى، بينما كانت الجائزة الثالثة مناصفة بين عدنان حسن وشانتال جرجس.
القدرة على التحليق في عالم الضوء
وفي اختيار القصيدة الفائزة فقد احتكمت اللجنة وفق د. محمد قاسم الذي مثل لجنة تحكيم جائزة” عمر أبو ريشة” في دورتها التاسعة، إلى المستوى الفني للنص وامتلاك الموهبة وسلامة اللغة والوزن والعمق الفكري، وانتهت بالإجماع إلى نيل ابراهيم منصور الجائزة الأولى عن قصيدته” سرائر العشق” وذهبت الجائزة الثانية لفراس محيثاوي عن قصيدته” الترنيمة الدمشقية” وكانت الجائزة الثالثة من نصيب الشاعر غدير اسماعيل عن قصيدته” ما لم يسجل في رقيم الانتماء”
هدفنا.. عودة الطفل إلى الكتاب بشغف
ومن جهتها بينت أريج بوادقجي عضو في لجنة القصة الموجهة للطفل أن المعايير التي وضعت في تحكيم الأعمال المشاركة كانت شفافة وواضحة تتأقلم مع ما يراد الوصول إليه والتأكيد أن القصة الموجهة للطفل هي جنس أدبي بحد ذاته له خصائصه وشروطه ومقوماته وأهدافه.
والهدف الأول هو عودة أطفالنا إلى الكتاب بشغف، ما يتطلب نصاً يحمل فكرة قريبة من عالم الطفل، تلامس يومياته ويشعر نفسه شريكاً بالحدث والحوار والحل، وعليه فقد فازت إيمان بازرباشي بالجائزة الأولى عن قصتها” الفراشة نوارة” وكانت الجائزة الثانية من نصيب داود الفريج عن قصته” أحلام كرة قدم” وذهبت الجائزة الثالثة لمحمد قشمر عن قصته” الكوفيد الجديد”
تشكيل الهوية البصرية
ووجدت د. سوسن معلا أن أصالة وجدية الفكرة وحداثتها ومواكبتها لموضوع المسابقة الذي حمل عنواناً يشمل عالم الطفولة بمعان إنسانية تعبر عن” المحبة والفرح واللعب” هي أهم المعايير التي اعتمدت في اختيار اللوحة الفائزة، هذا إلى جانب تميز اللوحة بالأسلوب الفني الخاص لكل فنان ومدى قدرته ومهارته في استخدام الخط واللون والتشكيل الذي يخدم فكرة وهدف العمل.
بهدف تكريس الاهتمام والاعتناء بالرسوم الموجهة للطفل والتي تحترم عقله وتشكل الهوية البصرية والفكرية والفنية لديه.
وكان أن نالت نجلاء الداية الجائزة الأولى، وذهبت الجائزة الثانية لمرح تعمري، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب آية حمود.
واختتم الحفل بعزف على العود من قبل فرقة موسيقية، ما أضفى أجواء من المتعة والفرح لدى الفائزين والحضور معاً.