الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
تطول وتتنوع قائمة تلك الأمنيات لتحقيق الدور المناط بتلك المؤسسة العريقة التي لطالما كانت منبراً للوعي ومنارة للأدب والفكر والمواقف الكبيرة التي تشكل فرقاً في عالم يتصارع على البقاء وفي خارطة يرسمها الأقوياء .
نطمح لخلق ثقافة تليق بعراقة سورية ..
وفي وقفة تقييمية يقول د. وائل بركات عضو اتحاد الكتاب العرب :
يمكننا أن نصف الدورة الماضية بأنها كانت مضطربة إلى حد كبير ، حيث شهدت تغييراً في رئاسة الاتحاد بعد خلافات داخل المكتب التنفيذي نفسه من جهة ، وبين المكتب وأعضاء الاتحاد الذين لم يكونوا راضين كفاية عن أداء المكتب من جهة ثانية ، وقد أظهرت المؤتمرات السنوية التي عقدت في السنوات السابقة تلك الخلافات إلى العلن ، وحدثت مشادات كلامية ومعارك حقيقية في تلك المؤتمرات أدت في النهاية إلى استقالة رئيس الاتحاد السابق .
ويضيف بركات : لكن هذه الاستقالة لم تدفع عمل الاتحاد قدماً ، بسبب دخوله مرحلة انتقالية بانتظار استحقاق الانتخابات الدورية وفق النظام الداخلي ، وبالتالي تم تعطيل عمل الاتحاد ونشاطاته لسنوات عدة ، لم يقم فيها بالدور المطلوب منه وبالطريقة الأفضل ، واقتصر الأمر على بعضها فقط ، ماشكل حالة من التراجع لم تكن مقبولة من الأعضاء .
والقضية هنا ليست في تغيير أشخاص أو تعيين آخرين ، وإنما في آلية العمل المعتمدة التي يجب تجديدها انطلاقاً من رؤية جديدة تتلمس حقائق الواقع ومعطياته ، صحيح أن للأشخاص أدواراً مهمة يقومون بها ، لكن المسألة ـ كما نراها اليوم ـ مرهونة بالجمود بدل الحيوية ، بغياب المبادرة بدل الفاعلية وكأننا لانريد الخروج عن السطور المرسومة لهذا ، مع التفكير في انتخاب وجوه جديدة ، لابد من البحث عن آليات مبتكرة تنزع السكينة عن الرتابة والمعتاد القائمين حالياً .
ويتابع بركات : وفي إطار مساءلة المكتب الحالي نسأله عن الشعار الذي طرح في هذه الدورة المتعلق بالتنوير : ماذا قدم الاتحاد بشأنه ، وأين هو التنوير الذي عكسه في نشاطاته ومطبوعاته ؟ وقبلا ماهي الأعمال التي طبعت في منشوراته ؟ وماهو عددها ؟ وماهي نوعيتها ومستواها ؟ حقيقة هي قليلة جداً ، وقراؤها أقل أيضا ، وعدد منها لايرقى إلى السوية الفنية اللازمة .
ثم ماهو مستوى الدوريات التي صدرت ؟ هل هي مقروءة أم لا ؟ كيف يمكن أن تصدر دورية همها الصدور أكثر من المستوى؟ بالتأكيد لن تكون مرضية .
وفي الجانب المادي يطول الحديث ويؤلم ، فالمقابل المادي ضعيف جداً ، ويكاد لايذكر ، فمكافأة قراءة مخطوط مقدم للنشر تساوي عدداً من الليرات قد تغطي مواصلات الذهاب إلى مقر الاتحاد ، لكن العودة منه إلى المنزل هي قضية أخرى ، وعلى سبيل المثال أيضا تصرف دورية لبحث يصل إلى حوالي خمس عشرة صفحة مكافأة قيمتها ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة ، هل هي كافية لتغطية نفقات المواصلات حين قبض المكافأة ؟
وهذه القضية دائمة وليست خاصة بالمكتب الحالي ، فغالباً لايقدر الجهد المبذول مادياً بحجة القلة والظرف وغيرها من الحجج التي يرد عليها بسهولة ، وفي هذا الصدد نذكر أن ماتنفقه مجلة محترمة على دراسة واحدة تنشرها ، يساوي ، وغالبا مايفوق مايصرف من مكافآت على عدد من دوريات الاتحاد مجتمعة .
أما المأمول وبعيداً عن المهاترات التي وقعت وتستمر ، والخلافات التي تفاقمت وتزيد ، والتعطيل الذي حدث ولايزال ، أن يكون المكتب التنفيذي الجديد مدركاً لحجم التراجع والخلل في أداء مكتب الاتحاد ، وأن يعمل على النهوض بأعبائه الأساسية التي عليه القيام بها ، مثل الاهتمام بالنوعية الأدبية والفكرية والثقافية ، ثم إعادة تنظيم عمل الفروع والجمعيات والإدارات التابعة له بما يتناسب ونشر العمل الثقافي ، ورعاية المواهب الشابة والجديدة ، ناهيك عن معالجة شؤون الأعضاء وتقديم الخدمات المستحقة لهم بطريقة أفضل ونوعية أجود .
ويختم د. وائل بركات بالقول : هي عنوانات عريضة لاتُشرح بعجالة ، لكن المؤشرات تدل على إمكانية إثراء العمل الأدبي بمزيد من الجهود والأفكار الجديدة ، والفرصة متاحة لجعل اتحاد الكتاب منارة ثقافية حقيقية للفكر والإبداع في الوجهة المحلية والعربية أيضا .
ولابد من تشجيع العملية الإبداعية ، وخلق نشاطات مهمة وفاعلة تصنع فناً وأدباً وفكراً بسوية عالية يليق بعراقة سورية