يمر المواطن بفترة صعبة جداً هذه الأيام بسبب الغلاء الفاحش والتقنين الجائر في الكهرباء والمازوت والغاز و..الخ ومع استمرار هذا الواقع المؤلم وانعكاسه السلبي على معيشته وحياته وعمله واقتصاد بلده، تكثر الشكاوى لديه وتزداد انتقاداته بحق القائمين على جهاتنا العامة، متهماً إياهم بالتقصير والإهمال تارة، وبسوء الإدارة والفساد تارة أخرى.
المواطن الذي وصل هو وأسرته إلى وضع لايحتمل من كافة النواحي يتساءل بينه وبين نفسه وبينه وبين جيرانه وأصدقائه عن السر أو الأسرار التي أوصلته لهذا الواقع غير المسبوق.
وبانتظار الإجابات النظرية والعملية الصادقة والشافية، نقول إن الغلاء الفاحش واستمرار ارتفاع الأسعار بعيداً عن أي ضوابط يقض مضاجع المواطنين بشكل عام، وذوي الدخول المحدودة والضعيفة بشكل خاص، ويزيد من معدل الفقر يوماً بعد يوم، كما يؤدي إلى القضاء على طموحات شبابنا في تحقيق أي أمر يريدونه، وإلى تعثر وتوقيف مشاريعنا الخدمية والتنموية المتعاقد عليها ومنع إبرام أي عقود جديدة مع متعهدين(شركات -متعهدين)بسبب الخوف من الفوارق السعرية الباهظة، ومن ثم الخسائر الأكيدة التي لاقدرة لهم على تحملها..!
ونقول أيضاً إن التقنين الكبير في الكهرباء والمازوت والغاز ينعكس سلباً وبشكل كبير على مزاج الناس وعلى حياتهم بكل تفاصيلها وعلى أبنائهم الطلبة وعلى عملهم وإنتاجهم ضمن مشاريعهم الصغيرة والمتناهية الصغر، ويدفع الكثير منهم للتفكير بالهجرة إلى الخارج والإقدام عليها، كما ينعكس على إنتاجنا الزراعي والصناعي وعلى خدماتنا العامة والخاصة، ومن ثم على أي خطوة باتجاه تطوير الواقع وإعادة الإعمار و…الخ
ونختم بالقول إن النيات الطيبة والدعاء إضافة لاستمرار الذهنيات والإدارات وآليات العمل الحالية لن تعالج مانحن فيه، فالعلاج الحقيقي يحتاج لرجال دولة أكفياء ونزيهين يملكون ذهنيات مختلفة ويضعون آليات عمل ومتابعة جادة وجديدة وبرامج تنفيذية معلنة واستثمار إمكاناتنا المتاحة أفضل استثمار بعيداً عن كل أشكال الهدر والخلل والفساد السائدة حالياً، وتطوير علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع حلفائنا وأصدقائنا قولاً وفعلاً.. ولن نضيف.
على الملأ – هيثم يحيى محمد