الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
تحتفل الفعاليات الثقافية كافة على تنوعها وتعددها،معلنة احتفائها الدائم بالثقافة على مدى الأيام ،مثلما هو في يوم الثقافة، ذلك الحصن المنيع، القادر على تقوية المجتمع، ومنحه الوعي والمعرفة وتذوق الجمال في كل مناحي الحياة. الثقافة هي القادرة على منح الحياة شكلها الأجمل والأمثل والأفضل. وذلك عبر فنونها الواسعة في كل مجال وأولها المسرح أبو الفنون، ذلك الذي يكشف ويعري ويشير إلى مكامن الخطأ، للانطﻻق إلى الآفاق الأخرى المختلفة والأكثر إيجابية. لذلك كانت على الدوام مهام المسرح الأولى تسليط الضوء على السلبيات، وهذا ماعملت عليه العروض المسرحية التي ينحزها الإبداع السوري على الدوام.
كان منها مؤخرا عرض (ورطه) عن نص ل(غوته)، من اقتباس وإخراج الفنان (سليمان شريبة) وقد تحدث عن العرض قائﻻ :ﻻبد من الذكر في البداية أن العرض (ورطه) هو من ضمن فعاليات أيام الثقافة (ثقافتي هويتي) بمشاركة مجموعة من الفنانين المتميزين،مجد يونس أحمد، غربا مريشه، وسام مهنا، نضال عديرة، إضافة الى مجموعه من الفنين، الذين ساهموا في إنجاز العرض المسرحي (ورطه) بالشكل المتميز ،والذي يدور بمحاوره المتعددة في أوجه كثيرة للفساد، والتي تبدو في سياق اجتماعي،إﻻ أن العمل يستقطب ببنيته الدرامية الخاصة سياقات أخرى ومجاﻻت ﻻبد من تعريتها،والإضاءة على تفاصيلها، بغية فضحها ورفضها، في دعوة صريحة لنبذ ومحاربة كل أشكال الفساد،ﻻنه إن وجد في مجال ما،فإن أذاه سيصل ﻻشك إلى كل المساحات الذي يخرب المجتمع ويدمره في كل اتجاه، في العﻻقات، الأخلاق. القيم، الانتماء، وكل شيء ..من هنا يجب فصخه ومحاربته، لكشفه اظهارا لبشاعته وانحيازا للوجهة الأخرى في الحياة، وهو ما يعمل عليه المسرح والثقافة.