الثورة أون لاين – رويدة سليمان:
ابتسامتهم أقوى من قيود مقعدهم المتحرك ، ونظراتهم الجريئة تتجاوز الصعاب ، وأحاديثهم عن كيفية إصاباتهم وجراحهم النازفة تصلح لأن تكون رواية عنوانها ..الأمل .
هم أبطال جيشنا العربي السوري الذين قدموا أجزاء من أجسادهم فداء الوطن ، يقفون في ذرى الشموخ والعطاء ، لايستطيعوا الخطو ، ولكنهم بخطوات واثقة جريئة وبعزيمة وإرادة يمشون في طريق الحياة لتحقيق آمالهم ..عيونهم تنطق بما في صدورهم ، وصمتهم أبلغ من كلامهم ، فالحديث عن الذات أمر فيه الكثير من الحرج والحذر لمن كان التواضع صفته .
في برنامج “سوا راح نبقى سوا ” الذي يعرض لواقع هؤلاء الأبطال الجديد ، ويسعى لإضافة لمسة تمكينهم مادياً ومعنويأ لمواجهة قدرهم وكل المساعدات تصغر أمام تضحياتهم ، كما تؤكد ذلك معدة البرنامج في لقاءاتها مع الشهداء الأحياء .. وجرحى الجيش العربي السوري .
وأنت تتابع قصص هؤلاء الأبطال وتحالفهم مع قدرهم وتحديهم لليأس ورفضهم للهزيمة ، واقتحامهم للحياة تتحرر من نظرات الشفقة والتعاطف في مجتمع مازال البعض للأسف أسرى صور نمطية عن حالات بعض الحوادث والإصابات في ميدان القتال المستدرة للعطف السلبي ، الذي يخالف طبيعةالكرامة الإنسانية .. من يسمع أحاديثهم عما يعانون ، التي منحتهم وسام البطولة وألبستهم رداء المجد ، يتشبع عزيمة وقوة وتصميماً وتحدياً ومزيداً من الصبر على نوائب الدهر وضنك العيش .
إلى جانب هؤلاء ترى أمهات يبحثن كل لحظة عن أمل جديد لفلذة كبدهن ، لم يستسلموا لليأس والإحباط ، وتسلحوا بالتفاؤل في تعاملهم مع أبنائهن ، لأنهن يرون أي عجز .. أوالإصابة الحقيقة هي في ضعف الإرادة..هي حالات لأمراض طارئة نتيجة معارك الميدان الذي حققوا فيه كل ألوان النصر ، هي حالات قيمية وسلوكية ، والصبر أول خطوات الشفاء .
وقد زادت نسبة متحدي الشعور بالصعاب بعد الحرب العدوانيةعلى بلدنا ، لكن مازالت هناك ضرورة ملحة لمزيد من التوعية للتعامل الأسري والمجتمعي الصحيح مع هؤلاء الأبطال ، والاكتشاف المبكر لها ، وأهمية وجود قاعدة بيانات عن نسبة عدد الإصابات إلى نسبة السكان وأنواعها ، وذلك لتلبية احتياجاتهم المجتمعية والصحية والتعليمية والبيئية التي يجب أن تقدم لهذه الشريحة لتكون قوة إضافية لبناء المجتمع ، وبالتالي التحرر من الرعاية المؤسساتية إلى الاستقلالية ، مع ضرورة وجود جهات متابعة ومراقبة ومحاسبة لما يتعرضون له من تسويف في تنفيذ الخدمات التي تشرعها الدولة