كانت قرى صغيرة تغفو على شواطئ تحيا ببساطة أهلها، بين فلاح بسيط وصياد يجني من سمكه قوت عياله، وعندما تكرمه شباكه بصدفة، لؤلؤتها تملأ جيبه بحفنة نقود. تنفرج شفتيه عن ابتسامة عريضة. يكرم بها أسرة تنتظره ليالي من سهر البحر.
قرى مهمشة سال لها لعاب أنياب لا تشبع، هي وجبة شهية. نظرت لها عيون تلك الأنياب، أحفاد أحدب نوتردام أرادوا فصل مشيمة تلك القرى عن الأم الأصلية، وظفوا الكثير من المال الذي يضاهي أرواحهم، ضحوا به لأجل مشروع كبير.
وظف المال الصهيوني السابق للنفط المخزون لبعث الحياة في تلك المدن الصغيرة، فكانت الولادة القيصرية التي أنجبت مشيخات وإمارات خليجية، مازالت صغيرة في العمر، لتكون مستوطنات خارج الكيان الذي اغتصب الأرض الفلسطينية.
حكومات تلك الإمارات والمشايخ، والبعض ممن يدَّعون قيادة بلدانهم، يتوهمون أنهم حقيقة هم من يدير شؤون البلاد التي يحكمونها، وخاصة اقتصادياً.. ناسين أن كثيراً من رؤوس الأموال التي بعثت فيها الحياة مصدرها صهيوني.. لتصبح كيانات تابعة.
ذات المال يحرك الكثير من اقتصادات العالم، وخاصة في المناطق الصغيرة، وحتى الكبيرة. فكل التي ولدت قيصرياً مثل أميركا، هي مراتع صهيونية إما حاكمة لتهيمن على العالم كما الدولة الأميركية العميقة، وإما لتكون وكراً للتآمر على الأمة الأم.
كما تلك المشايخ المولودة من وقت غير بعيد. لتكون مستوطنات خارج حدود النظام المحتل والحاكم في الكيان الصهيوني. على غير أرضه. ثم لتستنزف أموال بترولها لإفراغ مستودعات السلاح الغربي، فهي بعيدة عن السياسات لكنها ضالعة اقتصادياً.
قادة العالم من الخلف هم الصهاينة، الذين تحدث عنهم صاحب شركة فورد عام1921 مؤكداً ما فعلوه على أرض الشواطئ الزرقاء، المفعمة بحرية الحركة والملاحة، فصيروها المحرك الأساس في الربيع العربي، ويد الإرهاب في سورية.
فكانت جزءاً من عرش العقوبات؛ لخنق سورية اقتصادياً والضغط على حلفائها. أملاً بقطع شرايين الحياة فيها.. وقطع الطرق السياسية بالمقص الاقتصادي. وفصل مشيمة المقاومة عن الرحم السوري. وقلقلة الساحة اللبنانية لتكون الخاصرة الرخوة.
سورية التي قوت مناعتها، ولقحت نفسها ذاتياً ضد الحصار؛ تصدت لفيروسه عشراً من السنين. فامتدت إليها أيدي الحقد، عابثةً بأصحاب النفوس الضعيفة فيها، ليعيثوا فساداً في اقتصادها، بأساليب تنهك المواطن السوري علها تنال من منعته وصموده.
فأولئك الذين يتقصدون تخزين البقول والحبوب؛ بشروط مسيئة ليشهروا انتهاء مدة صلاحيتها، وتحت عنوان الإتلاف، تباع سراً للمتنفذين من الخلف لتغيير زمنها، ثم بيعها، بما يتخم جيوبهم فتعلوا كروشهم.هؤلاء جزء من التآمرعلى الوطن والمواطن.
لا يهمهم استنزاف المال العام وفقر المواطن، الإتلاف على الورق والتسويق بالثمن الأقل وفي النهاية هو ربح حرام مستتر، وهم يدعونه شطارة وليس فساداً .. تغيير مدة الصلاحية سرقة موصوفة. طريقة استعمارية صهيونية غاشمة لكنها نافذة.
الحركة الصهيونية العالمية التي تخشى إيران حليفة سورية، تسلح السعودية وقطر، والكيان الصهيوني الاحتلالي، والإمارات والأردن عند الحاجة لضرب أهداف إيرانية، تسليح يتضمن صواريخ برؤوس نووية، لأجل تحقيق القوة الصهيونية.
كل ذلك لتحطيم إرادة الصمود التي كسرت الإرهاب على الأرض السورية. وتعزيزاً لدور عملائها في الداخل. ومنح الأمان لمغتصبي فلسطين، وتغييب الجولان من ذاكرة السوريين، لكنهم في كل جولة خاسرون والسوريون منتصرون.
رغم كل المغريات التي يقدمها الكيان الصهيوني للوافدين إلى داخل الكيان، إلا أن خشيتهم من السوريين والمقاومة،جعلت الهجرة العكسية تزداد، والفاقد يعوض من يهود الفلاشة القادمين من إثيوبيا من خلال رحلات منتظمة بتسهيلات غير مسبوقة.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش