في الحياة اليومية لكل واحد منا ثمة منغصات تفوق طاقة التحمل خاصة في ظل الظروف الحالية التي يعاني منها الغالبية الساحقة من المواطنين وعلى وجه الخصوص في القضايا الحياتية والخدماتية والمعيشية حصراً، ومنها على سبيل الذكر تأمين المتطلبات الأساسية الضرورية كالمحروقات مثلاً إضافة إلى إنجاز بعض المعاملات الرسمية.
وهنا يلفت انتباهنا الكثير من أساليب التعامل والأخذ والرد في آلية إنجاز هذه المعاملة أو تلك وطريقة الحصول على الخدمة المطلوبة الملحة، فمثلاً هذا العام وكما في كل عام… لكن هذه السنة أكثر تأخر توزيع مادة المازوت على الأسر والعائلات كثيراً في شتى المحافظات والمدن والقرى إلى درجة لم يعد السؤال عن سبب التأخير إلى هذا الحد هو الأساس والمهم بقدر ما وصل المواطن من قناعة بعدم جدوى هذا السؤال حتى ولو جاء الجواب بالتبريرات والأسباب الموجبة التي اعتدنا عليها باستمرار عند كل أمر طارىء أو غير طارىء…!!.
وما يطرأ أو يخطف السمع ويثير الدهشة أنه خلال مراجعة الجهة المعنية لمعرفة أسباب ودواعي تأخير دفعة المازوت تسمع ما لا يسمع، وتدخل في متاهات التنظير وكأنك في امتحان لمادة الفيزياء الاجتماعية والاقتصادية .
والشيء الذي يستفزك أنه عندما تسأل تلك الجهة عن حصول شخص سجل بعدك بأشهر على الدور وعبأ الـ/200 ليتر بالسرعة المطلوبة يكون الرد سريعاً وبحماس وثقة بأن مثل هؤلاء لهم وضع خاص حسب قول أحد مديري فروع شركة المحروقات حرفياً…!.
يذكرنا هذا «الوضع الخاص» بكلمة أصولاً التي تسطر على طلب فلان وتغيب كلياً عن آخر بل وتستبدل بكلمة موافق فقط حسب المصلحة العامة..!! وهذا «الوضع الخاص» غير مخصص للمواطن الذي يركض ليل نهار لتأمين مستلزمات أسرته ولا يشمله أبداً، فقط هو علامة مسجلة لفئة محددة توظف مركزها في مثل هذا الأمر وفي أمور عديدة وكثيرة جداً أخرى بنفس الأسلوب والآلية…!!
«الوضع الخاص» هذا سيجعلنا على الدوام في وضع خاص بعيداً عن التطور ومواكبة تحديات العصر وليس إلا وسيلة من وسائل وأدوات البيروقراطية وأخواتها ومظهراً من مظاهر الفساد بكل أشكاله.
حديث الناس- هزاع عساف