مواقف الملاكِ الشّهواني

 الملحق الثقافي:أسعد الجبوري :

موقفُ الليل
مركبٌ مُنفرطٌ
وجههُ..
وعلى حدوده الكآبةُ أطلالُ
زجاج..
تخومٌ..
تلك صورتهُ الغرقى ببخارِ الرحيل،
وكلّهُ أراهُ تعتَّق اغتراباً،
ومنتشراً لبلاباً على مخيلات.
هو الذي يفيض في موقفِ الليلِ
مُختالاً.. يقول:
النظرات أنهار ٌ،
أصدافها خطواتي.
وما أنا إلا رضيع شيطانٍ،
يبشرُ بشهواتٍ لا تنقطع عن الفنادق السوداء.
تشربتُ بالحمُى،
حتى سطوع الذئاب في العيون.
سَألَتهُ: كيف يصيرُ الوجهُ سؤالاً،
وما من مُقيمٍ ببريدهِ غير الظلام.
وقل لي:
كم يبلغُ النومُ عمقاً في الدميّةِ.
فردَّ عليها هامساً:
الليالي طوابعٌ غرقى في الحواسّ.
وراحةُ العقلِ بإتلافِ مقاماته.
موقفُ النفي
يخرجُ الصمتُ من المحبرة
ويبقى الصامتُ فيها شجرة مُعتَّقة
بالاغتراب.
سألَته ُعن الراحلِ والرحيل..
فأستخرج من أرواحه نزهةً لهُ
في موقف النفي،
وقام يمسحِ جريدةَ فمها بنارهِ.
تخيلّتهُ الاسكندرَ يخوضُ في أصوات
الكون.
لكنهُ استدار لا مرئياً نحوها
وهو يهتف:
أنا قاطف الحدودِ لا الورد..
قاطع الصفر لا سكون الزمان..
عقلي مراتبٌ،
أنهاري ترتفعُ من السرّة.
حولي الأقوامُ مُقشرةُ العيون.
ومن ستذهب بالمهشم منك؟
صاحت وهي ترخيه على صدرها،
رضيعاً تتبخرُ منهُ هوامشهُ.
آنذاك..
استطالَ نمراً في أناشيده
الثقيلة.ِ
قبلها من قبائلها كلّها بلسانِ عاصفةٍ.
وقبل أن يقصّ عن نبعها العشبَ،
تأوه متقطعاً ليقول:
نحن صيدٌ في الأيام.
ومنّا نزهتنا في الرمادِ والتبدّل
والمحو والفراغ.
موقف السلاح
بلدانٌ..
يُقشرها حلاقون.
بحيراتٌ أنقاض ٌ.
والحنينُ عَـلمٌ مجرور.
عنادلٌ تحت السديمِ.
فاكهةٌ على سريرِ الإعدام.
وهي، وكلما التجأتْ إليه،
وجدتهُ يُشعلُ ناراً في متاحفه.
حولهُ ذئابٌ مُتجمدّة ٌ..
تُصغي لرعب ٍ كان من رأسهِ
يتدلى.
ويوم أخذتهُ من يدهِ وبسطتها
في موقف السلاح،
سائلةً:
إلى أي حربٍ تتجهُ يا حبي،
والموتُ
صرخةٌ
تبددُ
الكثافةَ.
أجابها بصوتِ مُبتلٍ بالحشرجة:
ما أصابعي بمزرعةٍ للمخالب،
وليس وقتي حديداً، لتُطرق
منهُ السيوف.
بدلتُ حروفَ الحربِ العمياء بالقلائدَ.
وقصائدي..
ستنتظرُ الخريفَ طويلاً.
وها هو يتحدّث عن جباله في اللغة
وكيف نقل الجثث مبكراً
لتلك المدافنِ العملاقة في القواميس.

التاريخ: الثلاثاء15-12-2020

رقم العدد :1024

 

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"