الملحق الثقافي:ريتا الحكيم :
الرَّجُلُ الصَّغيرُ
الذي عادَ منْ غزوتِه مُبللاً بدموعِ تلكَ الأرملة
يحاولُ أنْ يُجفَّفَ نفسَهُ على عجلٍ
قبلَ أنْ يُتَّهمَ بالجنونِ
يُشعلُ في عزلتهِ أصابعَ الاتهامِ المُوجَّهةَ إليهِ
ويعانقُ جسدَ الليلِ وحيداً
الأرملةُ في الطّرفِ الآخَرِ منَ الليلِ
تُمسِّدُ سراويلَ الانتظارِ وتكويها
ثم تُعلِّقُها في خزانةِ السَّماءِ الواسعةِ
هي تبكي عُقمَ أشواقِها
وهو يمسحُ العرَقَ عن جبينِ الكلامِ
أخبرَها أنَّ زوجَها وهو عائدٌ مِنَ الحربِ بساقٍ واحدةٍ
رَشَقَهُ الموتُ على بُعدِ نبضةٍ منْ قلبِها
وأنَّ عليها الآن
أنْ تُسندَ حُزنَها على جدارِ الوطنِ
وتدقَّهُ بمساميرَ من دموعِها
كي لا يتهاوى خجلاً من عجزهِ وقلَّةِ حيلته
أمامَ جُثثٍ تُطوِّقُ عنقَهُ
وأخرى تغرقُ في وهمِ كينونتهِ
التاريخ: الثلاثاء 15-12-2020
رقم العدد :1024