بين الحين والآخر تتكشف للمواطن قضايا عن سوء التخطيط في التعاطي مع متطلبات الحياة اليومية.
مما يشير إلى أن تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها.. ليست مرتبطة فقط بالحصار و العقوبات الاقتصادية الظالمة المفروضة على الوطن.. إنما هي مرتبطة أيضا بسوء الإدارة في الكثير من القضايا.
اليوم تجهد الحكومة من خلال وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي على زراعة كل شبر من الأراضي الزراعية بالقمح لتوفير الغذاء وحماية الأمن الغذائي للمواطن.
وكنا في صحيفة “الثورة” قد أشرنا سابقا و أكثر من مرة على ضرورة زراعة كل شبر من الأراضي الزراعية بالقمح و كافة أنواع المحاصيل الزراعية الغذائية لسد حاجة السوق المحلية من المواد الغذائية الأساسية و الخضار والفواكه.
و أيضا طالبنا بدعم العملية الإنتاجية للدواجن و اللحوم الحمراء.. و لم يتم ذلك إلا بعد تعرض قطاع صناعة الدواجن لخسائر فادحة.. و خروج عدد كبير من المربين من ساحة الإنتاج.
و هذا ينسحب للأسف الشديد على زراعة الشوندر السكري و صناعة السكر.. و على زراعة عباد الشمس و فول الصويا و صناعة الزيوت النباتية.
و دائما يكون البديل هو الاستيراد و الدفع بالعملة الصعبة.
إنه باختصار سوء الإدارة و التخطيط الذي يؤثر سلباً كما الحصار و العقوبات الاقتصادية التي تهدف لضرب مقومات صمود الوطن.
و يظهر الوجه الآخر من تلك الحالة على شكل الفساد الذي ينخر في عظام الوطن في أصعب الظروف.. فعقد نقل ١٠٠ ألف طن من القمح من الحسكة إلى مطاحن المحافظات بلغ ٦ مليارات ليرة سورية.. بعد تدخل الجهات المعنية في محافظة الحسكة و إعادة المناقصة انخفض بمقدار ٣٣% ليصبح ٤ مليارات ليرة سورية.
و هذا غيض من فيض.. و لنا متابعات أخرى للكشف عن باقي الحالات غير الأخلاقية التي تستغل ظروف الحرب الإرهابية بفساد يرقى لدرجة الخيانة.
أروقة محلية- نعمان برهوم