أينما كانت الحروب والفتن والوقائع التي تمتهن كرامة الإنسان، فتش فستجد ما زرعته يد الشر البريطانية، ولهذا لم يكن من باب المبالغة أو مجانبة الحقيقة القول: إن الإنجليز كما البرد سبب كل علة.
عندما كانت امبراطورية احتلالهم تمتد من حدود الشرق إلى الغرب، عاثوا فساداً ونهباً وتدميراً وتمزيقاً للدول والشعوب التي استعمروها بقوة السلاح، لن نستعرض كثيراً فما زالت آثامهم وشرورهم تمتد من مشرق الشمس إلى مغيبها، من الهند إلى الغرب وكل بقعة حلوا فيها.
بلاغة الفعل الشيطاني مازالت تلازم الفكر البريطاني الذي على ما يبدو لايمكن له أن يتخلى عما نشأ عليه ويعمل من أجله بشكل مباشر أو غير مباشر، أتحفتنا بريطانيا منذ ايام بالتناغم مع جوقة واشنطن بالكثير من الأنغام النشاز التي كنا نظن أنهم قد نسوها إلى غير رجعة، أو الوقائع التي جرت على الأرض قد حفرت مجراها في عقولهم، وأقنعتهم أنهم خارج سرب الحياة والتاريخ.
حربهم العدوانية على سورية خلال عشر سنوات، ما ظهر قبلها وبعدها، وما سيظهر، لم ولن تجدي نفعاً، ولن يكون حصادهم إلا الخيبات، ولكن على ما يبدو ثمة عواء يتراكم في عقولهم، ولابد لهم من إخراجه لإثبات أنهم موجودون كما لو ذئاباً في صحراء قاحلة تنبح النجوم.
لايضيرنا ما يقولون ويثرثرون به، لكنها لحظات السؤال: أليس في واشنطن ولندن من يقرأ التاريخ جيداً، لا نريد الذهاب بعيداً، إنما ما نحن فيه، حقيقة واحدة في مطلع العام الجديد تقول: ثمة حماقات كبرى لايمكن أن تتغير في العقل الغربي، لأنها داء سرطاني يجب أن يتم استئصاله لأنه وبال على الجميع، وأولهم من يحمله.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن