إلغاء مسابقات التعيين حرم معمل طرطوس لإنتاج أطباق البيض من العمل بكامل طاقته..!! 6 عمال فقط يشغلون المعمل والحاجة 33 عاملاً..!!
الثورة اون لاين-تحقيق محمود إبراهيم:
تحققت الوعود وانطلقت عجلة الإنتاج في معمل طرطوس لإنتاج أطباق البيض “الكرتون” نهاية العام المنصرم، والذي تمخض عن زيارة قام بها فريق حكومي لمحافظة طرطوس عام 2017 وتبنيه فكرة المعمل بعد اقتراح من قبل المحافظة له وذلك بهدف تأمين “أطباق الكرتون” للمنشآت التابعة لمؤسسة الدواجن، وطرح الفائض منه للبيع في الأسواق المحلية ومنافسة القطاع الخاص المنتج لهذه المادة وتخفيض كلفة إنتاج البيض.
هذا المعمل هو الأول من نوعه على مستوى القطاع العام وكلفته التقديرية كانت 522 مليون ليرة بطاقة إنتاجية تصل إلى 8 ملايين طبق في العام الواحد، أي بمعدل 1200 طبق في الساعة الواحدة، على 3 ورديات مدة كل وردية منها 8 ساعات وتوقعات بتحقيق أرباح صافية لصالح الدواجن تقارب 183 مليون ليرة.
لكن وعلى مقولة (غداً يذوب الثلج ويبان المرج) فقد كان المرج هنا عبارة عن منشأة يتم تشغيلها من قبل 6 عمال فقط (وردية ونص)، وبطاقة إنتاجية أقل من النصف عن المقرر له مسبقاً، مظهراً بذلك حجم التناقض وعدم التنسيق ما بين الجهات الحكومية من مؤسسات ووزارات لجهة عدم توظيف الكادر العمالي المطلوب لتشغيل المعمل بكامل طاقته، وكاشفاً في الوقت نفسه عن قدر كبير من اللامبالاة بمنشأة عول عليها كثيراً لدعم مسيرة الإنتاج.
البدء بالإنتاج:
المهندس محمد إبراهيم مدير منشأة الدواجن في طرطوس أوضح لـ (الثورة) أن المعمل يقع في منطقة العنابية على طريق حمص طرطوس بجانب الموارد المائية بمساحة 7 دونومات مسورة، ومن بناء مؤلف من أربع طوابق وصالة مساحتها 1200 متر مربع، والشركة المنفذة هي البناء والتعمير فرع طرطوس تحت إشراف مديرية ممارسة المهنة في جامعة تشرين بكلفة 625 مليون ليرة (زيادة 100 مليون ليرة) نتيجة ارتفاع تكاليف البناء، وأضاف أن المعمل باشر العمل في الشهر 11 من العام الماضي منتجاً 100 ربطة باليوم، والربطة تحتوي 100 طبق وأسعارنا هي أقل من السوق بـ 1000 ليرة للربطة الواحدة.
المادة الأولية متوفرة:
وبين محمد أن الورق المطلوب في عملية التصنيع يتم تأمينه من قبل مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ومصرف التوفير الشعبي في طرطوس، وأحياناً يتم شراؤه من القطاع الخاص بسعر 175 ليرة للكيلو الواحد، ولكن في حال تم تشغيل المعمل بكامل طاقته فسوف نبحث عن مصادر أخرى في القطاع العام لتأمين الورق لسير عملية الإنتاج، وحالياً لم يتم تزويد القطاع الخاص بأطباق البيض لأن معظم الإنتاج الحالي يتم توزيعه للمنشأة والمنشآت الرديفة التابعة للمؤسسة.
6 عمال يشغلون المعمل:
أما بالنسبة للطاقة البشرية المشغلة للمعمل فقد كشف المهندس محمد أن المؤسسة أجرت مشروع مسابقة لعمال من كافة الفئات عدد 33 من أجل تشغيل المعمل، ورغم توقيعها من قبل الجهاز المالي لم تأت الموافقة عليها، لأن المسابقات أصبحت محصورة فقط بوزارة التنمية الادارية ولذلك فإن العاملين الحاليين هم موظفون سابقون لدينا ويتم تشغيلهم على وردية ونصف، وهذا الأمر يسبب لنا معاناة شديدة معبراً في الوقت ذاته عن دهشته واستغرابه من أن منشأة بهذا الحجم يمكنها تحقيق عوائد ضخمة يتم تشغيلها من قبل 6 عمال فقط في حين نجد في القسم الواحد بجهات عامة أخرى 60 عاملا أليست مفارقة غريبة؟