الملحق الثقافي:منال محمد يوسف
بوركَ جوري المحبة وقوافي العطر
إن رتّل عطره شعراً
وإن قال قصائد، تنامُ حروفها على خدِّ الأيام
“كالبنفسج ولغاته” إذ يعضُّ بها على جرحِ العشاق
على جرحهم الآتي ..
جوري المحبّة يوقدُ جرحه تراتيل تُتلى في المساء
وتسبِّح “كالأنجم البراقّة “ أنواره لا تُطفئ
حيث أناشيد الجمال التي تُتلى وكأنّها دعاء الجائعين
وتراتيل البياض التي تحنُّ إلى شجيرات الياسمين
جوري المحبّة
وكأنّها طفلةً تمرح في رياض الوقتِ
ويبسمُ على ثغرها ضحكات الوعد
عينيّ ذاك الطفل الذي يبحثُ عن لغات الأبجدية الزرقاء
عن أسماء لم تُقل بعد
ورواياتٍ ما زالت تبحثُ عن أبطالها الميامين
وعن تواريخٍ غُيّبَ نهجها في أزمنة الفاتحين
جوري العطر
يُغيّب مقولات ودّه رواية قمريّة الجمال.
يُغيّبها فلسفة تشعُّ منها وجودية النّور الحقيقي ..
يشعُّ منها الفجر المُتكلم نوراً
المتكلم شعراً
وحقولاً من المحبّة يُرتقُ شوقها في أفق الكلام
يرتقُ في شجون الرّوح كأنّه معلقات جاهلية الوجدِ والهوى
أشعارها “شموس الحروف الآتية إلينا”
إذ تسبِّح كلماتها بين كلِّ فلكٍ وآخر
و نراها كالنجوم الهائمة التي تولدُ
في كلٍّ طفلةٍ يتيمة الأشواق ..
جوري الأشواق
تنامُ حروفها على وجع القصيدة
تنامُ بين لغة الورود العطشى ونور الشموس
ولو ترمّل ظلها وأصبح يُعشّب حبق الأمنيات الذابلات
يُعشبها سنبلات تخضّرُ أمانيها كُلّما قيلَ:
تعشبُ أعشاب البحر “وليمة من الجمال الآخر “
جوري المحبة
يكتبُ قصائده على وريقات الوردِ
يكتبها بلا عناوين ويبعثر أوراق الشجن
من سواقي شوقه المشتاق.
يبعثرها من كلماتٍ قمريّة قد تولدُ في دوح الضياء
في رياضِ الجرح إذ يشتاقُ طفل الزمان المشتهى..
أو القوافي إذ تُرتّل بلا ومضات الحروف ..
جوري الأشواق
والدمع يماطر خده كإشراق الوعد الهائم ..
يُماطره من صدى رده التائه..
جوري الحروف والألق يمدّه ذكرى من محبٍ
إذ جاء في مُعلّقات أمرؤ القيس ..
جوري الأشعار يماثُلُ شجون الحروف
يماثلُ دمعها على الدروب
يُماثلُ شوق وعده إذ يشتعل كعودِ البخور ..
ويماطره رحيقاً يعرفه نشيد الورود ..
جوري الكلام وإن أوفى بوعده
أنبت الله الشعر من صفصاف قوله ..
أنبته حكاية من الألقِ لا يموت ودّها الآتي ..
وكلمات من نور قمريّة الوعد حروف عهدها يحفظُ زمن الماضي ..
ويُهادنُ الليل وقوافيه إذ تُتلى ويُشرب نصف الكأسِ
أو يُتلى يقين الشعر وأمره الجميل إذ يُختصر في عنوان
جوري الكلام وعطر القوافي ..
التاريخ: الثلاثاء12-1-2021
رقم العدد :1028