الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول
الشعراء المكرمون: الكلمة صنو الرصاصة.. والمقاومة نهج وشهادة
لأنبل وأكرم بني البشر تبارى الشعراء في تقديس تضحياتهم وتمجيد بطولاتهم، والكتابة بمداد من روح لتصل رسائلهم إلى الأجيال عبر العصور والأزمان.
واليوم إذ نحتفي بالذكرى السنوية الأولى للشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، لا يسعنا إلا أن نلوذ بذكراهم، وننهل من حكايات بطولاتهم، في المؤتمر الدولي الأول للشعر العربي المقاوم الذي أقامته المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية، بالتعاون مع التجمع الدولي لشعراء المقاومة.
صالح هواري: يوازي الرصاصة
يقول الشاعر صالح هواري عضو لجنة الشعر: بلغ عدد المشاركين في المسابقة الشعرية التي أجرتها إيران 106 شعراء، وجميع قصائدهم تدور حول شعر المقاومة وتمجيد الشهيدين القاسمي والمهندس، وهي مبادرة تعزز أهمية المقاومة وأهمية الشهيد.
ولا يختلف اثنان على أهمية الشعر المقاوم ودوره الفاعل إلى جانب الرصاصة، وربما هي أقوى، لأن الشعر الحقيقي المقاوم هو الشعر الذي يخرج هذه المقاومة إلى حيز الوجود ليعترف بها العالم جميعه، والقصائد جميعها ستحفظ في سجلات أدب المقاومة.
حسن علي المرعي: يجودون بأرواحهم
أما الشاعر حسن علي المرعي فقد نال المرتبة الأولى في المسابقة عن قصيدته في رثاء الشهيدين، وبين أن للكلمة فعل الرصاصة في المعركة، ولكن لا يمكن أن ترتقي هذه الكلمات مهما بلغت من البلاغة مقام الشهيد، ولكن يمكن أن نعبر عن وفائنا لأكرم الناس وأنبل بني البشر بكلام جميل، عبر قصيدة تحيي ذكرهم.
هم يجودون بأرواحهم وهي أسمى آيات الجود، وربما تستطيع الكلمات أن ترتقي على العتبة الأولى مما قدم هؤلاء، ولكن لا يمكن أن تبلغ مستوياتهم الراقية في مقامهم مقام الصديقين، يقول:
يا وردة بين العراق وبيني
قسمت نوار قصيدتي نصفين
فتأزرت بالفل قافية الندى
وتعتقت في ظل عرجونين
علي أسعد أسعد: المؤرخ الحقيقي
ويرى الشاعر علي أسعد أسعد أنه عندما نتكلم عن الشهداء فنحن نتكلم عن تاريخنا المشرق الذي لولا دماء الشهداء لما حققنا انتصاراتنا، فهم من زرعت أجسادهم في التراب وأرواحهم في السماء، فإذا أمطرت السماء، أمطرت خيراً، وإذا نبتت الأرض فلأنها رويت بدمائهم.
أما الشعر المقاوم فكان وسيبقى المؤرخ الحقيقي لأي بلد، وللأحداث التي تجري على أرض تلك البلاد، ولطالما كانت الكلمة رديفاً حقيقياً لنضالات جيشنا المقاوم، يقول في قصيدته” الشهداء”
قطعوا لنا عهدا وغابوا
ومضوا كما يمضي السحاب
أرواحنا جفت وبعض خضارنا هذا اليباب
مهند صقور: الكلمة موقف
ويؤكد الشاعر مهند صقور أن الكلمة هي الرديف الاساس للحرب العسكرية التقليدية، وفي الحرب القذرة التي شنت على سورية استطاعت الكلمة أن تكون فاعلة في التصدي للعدوان ومقاومة الزيف الإعلامي الذي يحاول تشويه الحقائق، كما سعت الكلمة لمواكبة بطولات جيوشنا الباسلة في ميادين الحرب، يقول:
سيف البيان وأزكي جمر نيراني
هو الخلود ملاذ دربه وعر، قد خط رحلته الأشهى سليماني
ذاك المعبأ من بدر ومن أحد
عزماً يفلسف سر الأحمر القاني
وجدير ذكره أن” تجمع شعراء المقاومة” مؤسسة غير ربحية، وتضم شعراء يؤمنون بنهج المقاومة وهم من سورية، إيران، فلسطين، العراق، لبنان، اليمن ..”