جنون حتى الرمق الأخير.. إلى متى سيبقى ترامب طليقاً؟!

 

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي ـ المنتهية ولايته بعد أيام قليلة ـ دونالد ترامب مصممة على توديع العالم بحملة أكاذيب جديدة تترك آثارها المدمرة لأطول فترة ممكنة، فبعد أكثر من شهرين على إشغال الرأي العام الأميركي والعالمي بقصة تزوير وسرقة الانتخابات الرئاسية، حيث وصل الأمر بمثيري الشغب والفوضى من أنصار ترامب مدفوعين بتحريض مباشر منه إلى مهاجمة مبنى الكونغرس احتجاجاً على تصديق النتائج النهائية للانتخابات في أكبر فضيحة من نوعها في التاريخ الأميركي، وفي هذا السياق يعتزم وزير الخارجية مايك بومبيو نشر ملف استخباراتي ملفق بخصوص العلاقة المزعومة بين تنظيم القاعدة الإرهابي وإيران، وذلك لخدمة أكثر من هدف، كتعقيد مهمة الرئيس القادم جو بايدن في حال قرر الأخير العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لأن الدفع بمثل هذا الملف إلى الواجهة قد يعطي “الحق” للرئيس الأميركي – وفق القوانين الأميركية – باتخاذ قرار الحرب ضد أي جهة يثبت تخطيطها أو سماحها أو تسهيلها تنفيذ هجمات إرهابية تستهدف الولايات المتحدة دون الرجوع إلى الكونغرس، أو إعطاء مبرر جديد للسلطات الأميركية من أجل زيادة الضغوط على إيران عبر تشديد العقوبات الاقتصادية عليها لإرغامها إما على التنازل عن حقوقها النووية أو القيام برد فعل غير محسوب دفاعاً عن مصالحها يكون ذريعة لنشوب حرب.
وجديد بومبيو الكذاب “معلومات” استخباراتية مفبركة عن علاقة مزعومة بين إيران وتنظيم القاعدة “نُزعت عنها السرية” حسب زعمه، حيث تستميت إدارة ترامب قبل رحيلها لاختلاق مثل هذه العلاقة مستفيدة من تلفيقات إسرائيلية حول عملية اغتيال مزعومة لمسؤول في القاعدة على الأراضي الإيرانية العام الماضي، تدعي الولايات المتحدة أن له صلة بتفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998.
المثير للسخرية والقلق في آن واحد معاً، أن إدارة ترامب تلجأ إلى مثل هذا الخيار الاستفزازي وهي تستعد لمغادرة البيت الأبيض حيث لم يبق لها سوى أيام قليلة، أي أنها مستعدة لفعل أي شيء يمكن أن يقلب الطاولة على إدارة بايدن القادمة، وتقديم أقصى ما يمكنها من خدمات للكيان الصهيوني ورئيس حكومته المأزوم بنيامين نتنياهو، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بومبيو من الطامحين لخوض غمار انتخابات الرئاسة عام 2024 وهو يسعى لخطب ود اللوبي الصهيوني في أميركا من أجل دعم طموحه، ما يحتم على الديمقراطيين قبل غيرهم القيام بكل ما يستطيعون لكبح جماح ترامب وكف يده قبل أن يقدم على أي فعل مجنون يدفع ثمنه العالم في الساعات القادمة.
يعلم الأميركيون جيداً كما يعلم العالم أيضاً أن لا علاقة لإيران بتنظيم القاعدة وهي نفس التهمة الملفقة التي ألصقت بالعراق عام 2003 لتبرير غزوه واحتلاله، بل على العكس تماماً، فقد فعلت إيران كل ما من شأنه وكل ما تستطيع في السنوات الماضية لمحاربة تنظيم القاعدة بفرعيه داعش وجبهة النصرة، سواء على الأراضي السورية أم العراقية وصولاً إلى لبنان، والكل يشهد للجنرال الشهيد قاسم سليمان قيادته للعمليات العسكرية ميدانياً ضد تنظيم داعش بصورة خاصة من صلاح الدين وتكريت في العراق إلى جانب الحشد الشعبي العراقي إلى جرف الصخر وآمرلي في شمال العراق إلى جانب قوات البشمركة الكردية وصولاً إلى البوكمال ودير الزور والبادية السورية إلى جانب الجيش العربي السوري والقوات الرديفة له، وتحقيق أهم الانتصارات التي أدت لانهيار التنظيم، في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة وأدواتها الإقليمية ترعى التنظيم وتقدم له كل أنواع الدعم والتغطية وتستخدمه لتمرير أجندتها في تقسيم المنطقة، قبل أن تتذرع به للتدخل العسكري بحجة محاربة الإرهاب، وهو التنظيم الذي نما وترعرع في العراق تحت أعين الأميركيين واستخباراتهم حسب اتهامات ترامب لإدارة أوباما واعترافات هيلاري كلينتون.
أما المسؤولية الأولى والأساسية عن نشوء تنظيم بالقاعدة “الأم” فتتحملها الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ إدارة رونالد ريغان حتى إدارة جورج بوش الابن، وذلك بالتعاون والتنسيق الكامل مع النظام السعودي، إذ تشاركت الولايات المتحدة والنظام السعودي في إنشاء التنظيم بزعامة أسامة بن لادن في أفغانستان لمحاربة ما يسمى المد الشيوعي السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي، وقتها كانت إيران مشغولة بالدفاع عن نفسها وعن حدودها وثورتها في مواجهة الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام حسين عليها، وقد حظي الأخير بدعم منقطع النظير من قبل الولايات المتحدة والمنظومة الخليجية لإسقاط الثورة الإيرانية التي حملت لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي معلومات مؤكدة ومثبتة ومنزوعة عنها السرية والجميع يعرفها، ولا يستطيع أي أميركي إنكارها.

أما أن يأتي بومبيو المراوغ والكذاب في هذه اللحظات العصيبة لفبركة ملف جديد ضد إيران لاستخدامه لغايات دنيئة فهذا ما لا يجب السكوت عنه، وعلى دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة أن تضع حداً لحرب التضليل والأكاذيب قبل أن تتحول إلى حرب مجنونة مدمرة يدفع ثمنها العالم أجمع، إذ لا يزال المجنون ترامب طليقاً..!.

 

آخر الأخبار
القنيطرة "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"