الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
يعكس المشهد القادم من الداخل الأميركي التخبط الكبير الذي تعيشه البلاد، لاسيما بعد التهور والحماقات التي قام بها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ودوره الأخير في جر البلاد نحو الفوضى وفق عقليته العنصرية والإرهابية.
ترامب الذي لفظته الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى خارج الحكم كان قد أرسل إشعارات الفوضى إلى مناصريه الذين اقتحموا الكونغرس الأميركي وعاثوا فيه خراباً ما سلط الضوء وفضح أفكاره ومناصريه الشيطانية، والأمر لم يتوقف عند حد الفوضى.. فما جلبته تلك الأعمال والتصرفات تجاوز ذلك المفهوم، وذهب به نحو مشاهد انقسامات قد بدأت بالظهور بين صفوف الأميركيين، وحتى بين أفراد الحزب الجمهوري الذي يمثله ترامب، بحيث أصبح في موقف لا يحسد عليه بعد أن دفع به ذلك المتهور إلى الحرج.
وكل ما يسعى إليه ترامب من تعويم أكاذيب وفبركات قبل رحيله، ليس إلا هروبا من مسؤولياته للتعتيم على جرائمه داخل أميركا كما هو حالها خارج أميركا، وهي لن تفيد في الأمر شيئاً ولن تقدم ولن تؤخر، فقد بدأت في مجلس النواب الأميركي جلسة خاصة لمناقشة مشروع قرار يقضي بعزله بتهمة التحريض على التمرد، في ظل حادثة اقتحام الكابيتول.
السؤال يبقى في ظل كل تلك المعمعات والتجاذبات هل سيتصدع الحزب الجمهوري في ظل الانقسامات الحاصلة، وبشكل أساسي مع بروز تصورات لحزب ترامب المستقبلي الذي يطلق عليه “أميركا أولاً” الذي يمكن أن يكون البديل المحتمل للحزب الجمهوري؟..
تفاصيل الحدث كانت على عكس الأطر العريضة، فما يجب أن تؤول إليه المواقف تختلف تماماً عما يحصل، حيث بات النهج الأميركي في العزف على مفاهيم الفوضى والشيطنة عاملا واضحا ضمن حزب ترامب حتى ولو مست تلك الإجراءات الفوضوية الداخل الأميركي.. فالعقليات المتفقة مع نهج ترامب ظهرت جلية بين أعضاء الحزب الجمهوري مع انطلاقة جلسة مناقشة عزله.