” أدب الأطفال واحتياجاتهم الخاصة “

تكاد موضوعات الاحتياجات الخاصة عند الأطفال لا تنتهي، لكنها في الوقت ذاته تكاد تغيب عن أدب الأطفال.. هذا الذي يتوجه إلى الطفولة بكل ما يتعلق بها، من معارف تثقّف، ومعلومات تغني، وقيم تهذب النفوس، ولغة ترتفع بالذائقة اللغوية وتثري قاموسها، بينما ترتقي الرسوم الملونة للقصص بالذائقة الفنية.

وإذا ما بحثنا بين ركام الكتب التي تصدر كل عام، وأعداد المجلات التي تتوجه للطفولة لاكتشفنا حقيقة ندرة تلك الكتب، وتلك المجلات التي تقف على مشكلات من لهم احتياجات خاصة تختلف عن احتياجات أقرانهم من الأطفال الأسوياء الذين لم يأتِ معهم إلى الحياة أي قدَر من المعاناة لتجرح أعمارهم الغضة، بينما هم ينتقلون من مرحلة عمرية إلى أخرى.

وقد يكون هذا التدرج في العمر سبباً لتعميق المشكلات مع الإعاقة ما لم يتم التعامل السليم معها منذ البداية، وقد كانت قدراً، وما على أصحابها إلا أن يتقبلوا حالهم معها، ويتآلفوا مع واقعهم، بينما نماذج الأسوياء من حولهم تفوق أعدادهم بما لا حصر له، والمقارنة قائمة على الدوام، ولسعها يشتد، ولا يخفت.. فما بالنا إذا ما اعتُبرت هذه الفئة من الأطفال على أنها قاصرة، وتم عزلها في مجتمع خاص بها؟ في حين أن رعاية الإعاقة أمر على قدر كبير من الأهمية يمكِّننا من أن نستثمر طاقاتهم، وقدراتهم الكامنة بشكل إيجابي، وبما يتجاوز توقعاتنا.

ومسؤولية هذه الرعاية في التأهيل لا تقف عند حدود الأسرة، والمدرسة، والجهات التي ترعى فقط بل إنها تتعداها إلى ما يجب أن يقدمه الأدب إلى هذه الفئة ذات الاحتياجات الخاصة، بما يضمن تواصلاً سليماً مع المجتمع، وتفاعلاً غير سلبي مع الحياة ذاتها. وما يقدمه الأدب في هذا المجال لا يختلف في أسلوبه عما يُكتب عادة، وإنما هو ما يتعرض إليه في موضوعاته التي تغطي مختلف حالات الإعاقة التي تصيب فئة خاصة من الأطفال، وأمرها ينسحب على كل الفئات العمرية… فتأتي المعالجة ضمن أحداث قصص مشوقة أبطالها من الأطفال، وأحداثها في بيئة مشابهة، وذلك ضمن معايير هذا الأدب، وشروطه.. وقد يصبح الأدب أيضاً مصدراً علاجياً لهؤلاء لا تقل أهميته على الصعيد النفسي عن العلاج الجسدي.

فالهدف من مثل هذه القصص هو مساعدة الطفل على فهم حالته الخاصة، واستيعابها، وبالتالي تقبّلها، وهي الغاية الأهم، ومن ثم الاندماج من البيئة المحيطة، بينما المجتمع بفئاته المختلفة، وجهاته المتنوعة من رسمية، وخاصة يعمل على إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة بمجتمعاتهم، والاستفادة من إقامة العلاقة المتوازنة بين الطفل المعاق وغيره من الأطفال الأسوياء من جهة أخرى، مما يعبّر عن تضامن مجتمعي يكون فيه الكل في دعم معنوي، ورعاية لهؤلاء، وصولاً إلى إسعادهم، وتشجيعهم على إظهار قدراتهم.. ولا يُغفَل هنا بالتالي دور الوالدين، والمستوى التعليمي لهما ومدى تاثيره على رعاية إعاقة الأبناء، وجعل الطفل يواجهها بطريقة إيجابية يتغلب معها على إحساسه بالنقص.

من المعروف جيداً أن كل ما يتعلق بأدب الأطفال هو أقرب طريق للتواصل مع الطفل، والوصول إليه.. لكننا قلما سألنا الأطفال أنفسهم عما يروق لهم مما يُكتب لهم، وما هو أكثر ما يحبون، ويستجيبون له من خلال ورش تفاعلية تقرّب المسافات بين مَنْ يكتب، ومَنْ يقرأ.. وقلما راقبناـ أو تابعنا ما هو الأكثر جذباً للطفولة من نصوص، ورسوم، وإعلانات حتى.. بينما علينا أن نفعل حتى نعثر على البوصلة التي توجه فلا تخطئ.. وهي تأتي للطفل بالحلول البسيطة لمشكلته، والمرحة بآنٍ معاً، بينما تبث لديه في الوقت ذاته روح التحدي، وتعزز الإرادة للتغلب على أزمته الدائمة، والتغيّر نحو الأفضل.

وها هي المؤتمرات والندوات أصبحت تقام مؤخراً في عدد من البلدان بوتيرة أعلى لمناقشة دور الأدب في مواجهة الإعاقة، وضرورة أن يحمل كتّابه هذه المسؤولية بجدية أكبر.. إذ إن ضريبة التطور الحضاري السريع قد أفرزت إعاقات من نوع جديد ما كانت ظاهرة على ساحة الاحتياجات الخاصة لتصبح أكثر خصوصية.

إضاءات ـ لينـــــــا كيــــــــــلاني 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً